أعلن البيت الابيض أن الرئيس الامريكي باراك اوباما سيستقبل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو في واشنطن في العشرين من الشهر الحالي لمناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية التي تشهد حراكا شديدا الان بعد توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة برعاية مصرية والذي وصفه نتانياهو في لندن أمس قبيل محادثاته مع ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا بأنه ضربة قاسية لعملية السلام في حين اعتبر كاميرون ان الاتفاق يمكن ان يشكل خطوة الي الامام لمواصلة عملية السلام. وفي القاهرة بحث وزير الخارجية المصري نبيل العربي أمس مع الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمه الخطوات التالية للتوقيع علي وثيقة الوفاق الوطني وانجاز أولي خطوات إتفاق المصالحة الفلسطينية. وقال حواتمه, في تصريحات صحفية عقب اللقاء, إن اللقاء تطرق إلي الآليات العملية اللازمة لتنفيذ الاتفاقات التي وقعتها الفصائل في القاهرة حيث أكد وزير الخارجية المصري أن الطريق مازال أمامه عقبات كثيرة وحقول ألغام وأن الأهم هو التنفيذ وهو مايتطلب آليات عملية سريعة. وأضاف أنه اتفق مع وزير الخارجية علي أن أهم آليات تنفيذ المصالحة الفلسطينية هي الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية التي تعد مفتاح نجاح المصالحة الفلسطينية علي أن تتمتع هذه الحكومة بالاخلاق واليد النظيفة والنزاهة, مشيرا إلي أن الملف الآن بيد القيادة المصرية وكل القوي التي وقعت علي انهاء الانقسام. وفي غزة قالت مصادر فلسطينية إن لجنة أمنية برئاسة اللواء محمد إبراهيم وكيل جهاز المخابرات المصرية ستصل إلي قطاع غزة الأسبوع المقبل للإشراف علي ما تم الاتفاق عليه فيما يتعلق بالملف الأمني الفلسطيني. ونقلت مصادر رسمية إن اللجنة ستضم خبراء أمنيين من دول عربية شقيقة, مشيرة إلي أنها ستساعد في بناء وإعادة هيكلة أجهزة الأمن الفلسطينية' علي أسس وطنية وبعيدا عن الحزبية'.وأضافت المصادر أن اللجنة ستشرف في بداية الأمر علي إعادة هيكلة جهاز الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والذي سيتم الاعتماد فيه علي الكفاءات المهنية لا علي الانتماءات الحزبية ومن ثم سيتم هيكلة باقي الأجهزة الأمنية. الي ذلك تواصلت ردود الفعل العالمية والعربية المرحبة بتوقيع الاتفاق ففي الاراضي المحتلة ووسط فرحه عارمه وتفاؤل مشوب بالحذر مع توقيع الاخوة الفرقاء اتفاق المصالحة, بعد اربع سنوات من الانقسام وفور اعلان الانتهاء من التوقيع خرجت جميع محافظات الضفه الي الميادين العامة للاحتفاء بهذه اللحظة التاريخية حاملين الاعلام الفلسطينية, تجوب الشوارع وفوق اسطح المنازل, فيما علت الاغاني الوطنية في الشوارع والمحال التجارية, وتزينت الحارات بالاعلام والرايات, وخرج النسوة والاطفال الي جانب الشباب والشيوخ, غير مصدقين ان حلمهم الذي انتظروه طويلا يتحقق دافعا بكابوس الانقسام الي غير رجعة. وفي اسرائيل قال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك امس, يجب علي حكومة إسرائيل الشروع في العملية السياسية كما حث الأممالمتحدة للإعتراف بدولة فلسطينية في حدود عام67, مضيفا لا نريد مستقبل تكون إسرائيل مدفوعة فيه إلي الزاوية حيث تجد نفسها كجنوب أفريقيا خلال نظام الفصل العنصري وفي سياق متصل حذر رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية شاؤول موفاز من أن يعرض جمود عملية السلام مستقبل إسرائيل للخطر قائلا أن إسرائيل أضاعت عامين ثمينين وان الوقت ليس في صالحها, وإعتبر موفاز في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت, أن توقيع إتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس بشري إيجابية, مقترحا أن تسبق إسرائيل إعلان إعترافها بالدولة الفلسطينية, وأكد موفاز ان علي إسرائيل الإصرار علي ان تقبل اي حكومة فلسطينية بشروط الرباعية الدولية وهي الاعتراف بدولة إسرائيل ونبذ الإرهاب والقبول بالاتفاقات السابقة.
