تواصلت ردود الفعل العالمية علي نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن, حيث انتشرت موجة عارمة من الترحيب بين الدول الغربية و العربية و الإفريقية, وذلك في الوقت الذي رفع فيه العديد من دول العالم درجة التأهب الامني تحسبا لوقوع هجمات إرهابية انتقاما لمقتل بن لادن. فمن جانبه, أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس ان مقتل اسامة بن لادن لن يؤدي بالضرورة الي انسحاب اسرع للقوات الدولية من افغانستان. وقال كاميرون في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي ان مقتل بن لادن يعد بشكل واضح تطورا مساعدا, ولكنه ليس بالضرورة ان يغير من الجدول الزمني للحرب في افغانستان.وأضاف كاميرون ان الحلفاء لابد ان تستغلوا هذا التطور لاقناع مقاتلي طالبان للانفصال عن بن لادن و القاعدة ونبذ العنف و الدخول في محادثات للاندماج في الحياة السياسية. وتطرق كاميرون في الحديث إلي الشأن الباكستاني, حيث دعا الغرب الي عدم اثارة الخلافات مع باكستان رغم ان اسلام اباد ينبغي عليها الرد علي العديد من التساؤلات المتعلقة بوجود بن لادن علي اراضيها. وعلي صعيد آخر,شدد العديد من الدول الاوروبية من الإجراءات الأمنية عقب تحذيرات هيئة الشرطة الدولية الانتربول من احتمالية وقوع هجمات إرهابية انتقامية من تنظيم القاعدة, حيث أعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون امس أن وزارة الخارجية الفرنسية أصدرت توجيهات لسفاراتها في الدول ذات الحساسية بتعزيز إجراءات الأمن حول المصالح الفرنسية, بما في ذلك المدارس والشركات تحسبا لوقوع هجمات إرهابية. وذكر فيون في حديثه للقناة الثانية بالتليفزيون الفرنسي إن الأمر صدر بعد فترة وجيزة من إعلان خبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان علي يد قوات أمريكية خاصة. وفي الوقت نفسه,أصدرت وزارة الخارجية الاسترالية تحذيرا لسفارتها ومواطنيها في باكستان بوجود تهديد عالي الخطورة حول احتمالية وقوع أعمال إرهابية تستهدف مواقع غربية و استرالية في باكستان بعد مقتل بن لادن.وقالت رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا جيرالد إن العاصمة الاسترالية كانيبرا لا تشهد ارتفاعا في مستوي التأهب الامني و لكن مستوي الخطر في اعلي درجاته, الا ان الوكالات الامنية في استراليا تواصل وضع خططها و احتياطياتها لضمان الامن و السلامة في البلاد. وفي أنقرة,اتخذت الحكومة التركية إجراءات أمنية مشددة حول المنشآت الحيوية الغربية واليهودية وبشكل خاص في المناطق المحيطة بالسفارة الامريكيةبأنقرة, وكذلك قنصلياتها في أسطنبول وأضنة جنوب شرق البلاد, حيث توجد قاعدة اينجرليك العسكرية. وتوقعت مصادر استخباراتية أن يركز تنظيم القاعدة في المرحلة الإنتقامية الأولي علي باكستان وأفغانستان تعقبها أهداف في تركيا وأوروبا الغربية وفي بعض الدول العربية الحليفة للولايات المتحدةالأمريكية. وأشارت إلي أن البلاد معرضة لعمليات إرهابية خصوصا في المدن المزدحمة علي إثر مقتل أسامة بن لادن خاصة أن تركيا قدمت دعمها لواشنطن في مجال مكافحة إرهاب تنظيم القاعدة.