يغادر اليوم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له الرياض متوجها إلي الكويت بعد زيارة قصيرة ناجحة التقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعددا من الامراء والوزراء وكبار المسئولين السعوديين. وأجري رئيس مجلس الوزراء مباحثات رسمية بين مصر والسعودية تتعلق بدعم العلاقات بين البلدين في شتي المجالات خلال الفترة المقبلة. وكان الامير سعود الفيصل علي رأس مستقبلي الوفد المصري رفيع المستوي لدي وصوله الي مطار القاعدة الجوية بالرياض. وسفير مصر بالرياض محمود محمد عوف واعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة المصرية بالاضافة الي مدير ادارة المراسم ومدير الشئون العربية بالخارجية السعودية. وعقب المباحثات الرسمية بين الجانبين استقبل خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق بالقصر الملكي بالرياض. كما اقام الامير سعود الفيصل حفل عشاء مساء امس تكريما لرئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له بحضور السفير محمود عوف. وعقد رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له مؤتمرا صحفيا مع مراسلي الصحف ووكالات الانباء المعتمدين بالمملكة تناول نتائج الزيارة الايجابية علي العلاقات بين البلدين ودعم الاستثمار السعودي في مصر وازالة أي عقبات تعيق استمرارهونموه. كما اجري الدكتور عصام شرف لقاء مع حشد من رموز الجالية المصرية ورجال الاعمال والمستثمرين المصريين في المملكة واستمع الي شرح مفصل عن الاستثمارات السعودية في مصر والمصرية في السعودية. وصرح السفير محمود عوف بان قيمة المشروعات الاستثمارية السعودية في مصر بلغت5.5 مليار دولار حتي نهاية2010 وبلغ عدد المشروعات السعودية المقامة في مصر2226 مشروعا. كما وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الي3.6 مليار دولار. وحول الاستثمارات المصرية في السعودية قال السفير عوف ان عددها1300 مشروع منها1000 مشروع برأس مال مصري100% بينما بلغ عدد المشروعات المصرية السعودية المشتركة300 مشروع وبلغ رأس المال المستثمر في هذه المشروعات2.5 مليار دولار وتشمل المقاولات والاتصالات وصيانة اجهزة الكمبيوتر والرعاية الصحية وبعض المشروعات الصناعية والانتاجية الاخري. وينقل الدكتور عصام شرف خلال زيارته للكويت التي يصلها اليوم في ثانية محطات جولته الخليجية التي تشمل السعودية وقطر أيضا رسالة من رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي الي الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت حول العلاقات الثنائية وآخر المستجدات الاقليمية والدولية. كما سيتم خلال الزيارة بحث عدد من الموضوعات السياسية والاقتصادية, خاصة سبل دفع العلاقات التجارية وملف الاستثمارات الكويتية في مصر والتوسع فيها مستقبلا, وتأكيد حرص مصر علي أمن واستقرار الخليج العربي. وتتناول مباحثات الدكتور عصام شرف مع نظيره الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح سبل توسيع أطر التعاون بين البلدين في كل المجالات وبحث امكانية مشاركة الشركات المصرية في القيام بتنفيذ مشروعات ضمن خطة التنمية الكويتية وسبل تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر بالاضافة الي عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الإهتمام المشترك وعلي رأسها القضية الفلسطينية, والأمن في الخليج العربي, بالإضافة إلي الأزمة في ليبيا واليمن مع التاكيد بشكل خاص علي أن مصر تعتبر أن أمن واستقرار وعروبة الخليج هي خطوط حمراء لاتقبل المساس بها, وأن التدخل في شئون دول الخليج أمر غير مقبول شكلا و مضمونا. ويضم الوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء,وزراء التخطيط والتعاون الدولي فايزة أبوالنجا, والمالية سمير رضوان, والخارجية نبيل العربي, ورئيس هيئة الاستثمارأسامة صالح. ومن المقرر أن يلتقي الدكتور عصام شرف- خلال الزيارة- بممثلين عن الجالية المصرية بالكويت لتوضيح التطورات الأخيرة التي شهدتها مصر وتصميمها علي دعم الديمقراطية ومواصلة سياسة الاقتصاد الحر وتشجيع استثمارات القطاع الخاص في مختلف المجالات الإنتاجية والخدمية مع كفالة العدالة الاجتماعية.. كما يؤكد لهم حرص الحكومة علي ربطهم بالوطن ومشاركتهم في العمليات الانتخابية التي ستجري في مصر مستقبلا. ويعقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف لقاء مع رجال الأعمال المصريين بالكويت, وممثلي الجالية المصرية,بالإضافة إلي لقاء مجموعة من رجال الأعمال الكويتيين, حيث يشرح لهم آخر تطورات الوضع علي الساحة المصرية سياسيا واقتصاديا, كما يستعرض الجهود التي تبذلها الحكومة لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية خاصة الكويتية إلي مصر, إضافة إلي عرض حزمة من المشروعات الاستراتيجية التي أعدتها وزارة التخطيط والتعاون الدولي في مجالات البنية التحتية والزراعة والصحة والطاقة. ويتناول رئيس مجلس الوزراء جهود الحكومة لتحقيق الأمن والاستقرار وعودة الأمور إلي طبيعتها في الشارع المصري وجهودها لدفع حركة الاستثمارات خاصة العربية منها. وتستهدف جولة الدكتور شرف الحالية لدول الخليج جذب الاستثمارات الخارجية لمصر وتبادل الدعم السياسي, ودعم التوجه المصري نحو تعميق وتوثيق العلاقات العربية, بالاضافة الي كسب تأييد دول الخليج للمرشح المصري لجامعة الدول العربية..وتأكيد عمق التوجه العربي في السياسة الخارجية المصرية,إلي جانب العمل علي توسيع التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري بين مصر ودول الخليج بما يساعد علي تجاوز تداعيات الأحداث الأخيرة التي أثرت سلبا علي عجلة الاقتصاد والاستثمار,إلي جانب بحث زيادة حركة السياحة العربية لمصر. وتعد زيارة شرف المرتقبة هي الاولي منذ توليه منصب رئيس الوزراء في شهر مارس الماضي, والتي تأتي عقب زيارة قام بها وفد اقتصادي كويتي للقاهرة في7 أبريل الحالي عرض خلالها علي الجانب المصري استضافة وفود مصرية في قطاعات صناعية مختلفة لعقد بروتوكولات تجارية في إطار تعزيز الاستثمارات المتبادلة بين البلدين. وتضمن العرض الكويتي للجانب المصري في القاهرة الاستفادة من الخطة التنموية الكويتية التي تقدر بنحو130 مليار دولار من خلال استضافته وفودا قطاعية مصرية مثل قطاع الصناعات الغذائية, وبعض القطاعات الصناعية الاخري لعقد بروتوكولات تجارية بين الجانبين لتنمية وتبادل الاستثمارات بين البلدين. يذكر أن الكويت تعتبر من أهم الدول المستثمرة في مصر إذ تحتل المرتبة الثانية بعد السعودية في قائمة الدول العربية من حيث حجم الاستثمارات, حيث يصل عدد المشروعات الاستثمارية الكويتية المشتركة المقامة في مصر إلي460 مشروعا استثماريا, يبلغ إجمالي رأسمالها24.5 مليار جنيه مصري وتبلغ قيمة المساهمة الكويتية فيها17.1 مليار جنيه موزعة علي القطاعات المختلفة..وهناك381 شركة كويتية تعمل في مصر ومن أهم القطاعات التي يستثمر فيها رجال الاعمال الكويتيون هي قطاع العقارات والسياحة والقطاع الصناعي والمصرفي والصناعات الغذائية. و من جهة اخرى: يتفقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف غدا مستشفي الشيخ جابر الصباح الذي تنفذه شركة المقاولون العرب,بعد انتهاء تنفيذه وهو أكبر مركز طبي كويتي بتكلفة تصل إلي مليار دولار. وذلك بحضور رئيس مجلس ادارة الشركة المهندس ابراهيم محلب. وكانت شركتا المقاولون العرب المصرية والكويتية قد وقعتا بالكويت في منتصف شهر نوفمبر من عام2009 عقد انشاء المستشفي. ووصف المهندس ابراهيم محلب المشروع بانه الأكبر في تاريخ المقاولون العرب.. مشيرا الي ان مده تنفيذه بلغت4 سنوات.. فيما تبلغ مساحة البناء475 الف متر مربع وتقدر الطاقة الاستيعابية ب1200 سرير بما يؤهله لان يكون أكبر مستشفي في الشرق الأوسط.