الشعب يريد التنمية بأرض الفيروز.. مهد الأنبياء، يريد أن يكون 25 عام 2011 عيدا بحق لتحرير سيناء بتنميتها وعودتها وعودتنا إليها لا بالكلام ولكن بالفعل بعد مرور 37 عاما علي تحريرها من احتلال الصهاينة والتي أستشهد علي أرضها الطاهرة زهرة شبابنا ولا يوجد بيت في مصر إلا وبه شهيد أو مصاب، وكان من المنتظر البدء بتبني استراتيجية ثابتة وواضحة لتنميتها لا تتغير بتولي رئاسات أو تشكيل حكومات. وكنا استبشرنا خيرا بعد إعلان الرئيس الراحل السادات مشروعه التنموي لتعمير سيناء الذي أعتمد علي عدة محاور: الأول توصيل مياه النيل عبر ترعة السلام التي تأخذ مياهها من فرع دمياط وتعبر تحت قناة السويس في سحارة عملاقة لتنطلق هذه المياه إلي أن تصل إلي منطقة السر والقوارير لتزرع علي طول هذا المسار مئات الألوف من الأفدنة، والمحور الثاني هو بناء بنية أسياسية قوية من طرق ومحطات للمياه والكهرباء، وأيضا ربط سيناء بالدلتا عبر كوبري السلام العلوي للنقل البري، وخط سكة حديد عبر كوبري القنطرة ونفق الشهيد احمد حمدي، ولكن كل ذلك تعثر فترعة السلام توقفت قبل أن تصل إلي السد والقوارير وخط السكة توقف قبل أن يصل إلي العريش وتم الاستيلاء علي قضبانه، وضاع الحلم؟! ومرة أخري فرحنا عندما أقر مجلس الوزراء عام 1994 ببدء المشروع القومي لتعمير سيناء والذي أعيد دراسته عام 2000 بتكلفة تبلغ 250 مليار جنيه يتيح نحو مليون ونصف فرصة عمل لشبابنا ويجعله خط الدفاع الأول لأمننا القومي ويبدأ من القنطرة شرق مارا ببرمانة وبالبوظة وبئر العبد والعريش والشيخ زويد ورفح ثم المنطقة الوسطي السر والحسنة ونخل والكونتيلة والمغارة، وانتظرنا بعد المؤتمر الاستثمار الأول في سيناء ولم تظهر أي آثار إيجابية سوي مشروعات قري سياحية علي شواطئها وزراعة بضعة أفدنة، وضاع الحلم للمرة الثانية؟!! واليوم بعد نجاح ثورة 25 يناير العظيمة وأسقط النظام الذي تجاهل علي مدي 30 عاما سيناء وتنميتها وأهلنا الدرع الواقي لأمننا أثناء الفراغ الأمني أثناء الثورة الذين حاموا حدودنا بأجسادهم وأرواحهم، وبعد زيارة رئيس وزراء الثورة ولما لا وقد أختاره قلوب الميدان وشهداءه وبعد سماعه لشكاواي أحبابنا هناك ورده بكلام من القلب وفتح صفحة جديدة وأن المطالب أوامر وما مضي يستحق الاعتذار والمستقبل باهر والمنتظر مساهمة سيناء بثلث اقتصاد مصر ولا للاضطهاد الأمني ولا للتجاهل ولا للتفرقة في المعاملة.. ننتظر صدق اللحظة ومكاشفة النوايا ووعي الشعب وميدان الحقيقة بتحقيق الوعد بإنشاء وزارة أو هيئة قومية لسيناء لتنفيذ الخطة القومية لتنمية سيناء وإحياء كل الخطط الطموحة لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويعود الخير علي مصر وأبنائها لما تملكه من مقومات طبيعية تؤهلها لاستزراع آلاف الأفدنة من أرض تنتج أجود المحاصيل الزراعية وأحلي الخوخ والكنتالوب وكل أنواع الخضروات، وفيها التين والزيتون وعنهما تحدث القرآن الكريم، وفيه الأسماك والنخيل، ومقومات سياحية غير موجودة في العالم بأسره ومقومات صناعية من معادن وبترول والغاز والفحم والمنجنيز والفوسفات والرخام ورمال الزجاج والنحاس وفيها المواد الخام التي تتحول إلي اسمنت بكل أنواعه.. فهل يري الحلم الحقيقة ويكون وزير لتنمية سيناء بدرجة نائب رئيس وزراء يستطيع أن يتعامل مع الوزارات المعنية التي لها صلة بالمشروع لمتابعته بكل دقة وتذليل الصعاب فورا، وفكرة الوزارة الخاصة لتنمية سيناء ليست جديدة بل لها سوابق في مصر، مرة بعد انتهاء العدوان الثلاثي عام 1956 عندما أنشأنا وزارة تعمير بورسعيد لإعادة تعمير ما دمرته الحرب وتولاها قائد الجناح عبداللطيف البغدادي أكثر أعضاء مجلس قيادة الثورة عملاً وتنظيماً، ومرة عندما أعطينا لعملية إعادة تعمير مدن القناة اهتماماً خاصاً فأنشأنا وزارة تعمير مدن القناة، بعد تحرير سيناء وتولاها المهندس عثمان أحمد عثمان، والآن نتمنى وزارة بوعد شرف. المزيد من مقالات محمد مصطفى