صناعة وتجارة الأسماك المملحة خاصة الفسيخ في مدينة نبروه( حكاية) فلا يوجد شارع أو حارة الا وبه محل أو أكثر لبيع الفسيخ وتقبع بالقرب من هذه المحال. مخازن كبيرة وصغيرة ممتلئة بعشرات البراميل الخشبية التي تحتوي علي صفوف من أسماك البوري رصت فوق بعضها. والبوري أنواع منه البحاري ومنه المربي بالمزارع السمكية ومنه ما هو كبير الرأس وصغيره وتختلف الأسعار وفقا لهذه النوعية أو تلك وحجم الأسماك ولكنها في كل الأحوال أقل من العام الماضي, حيث تتراوح فيما بين30 و40 جنيها للكيلو من الأصناف الجيدة. وشهد يوم الجمعة زحاما كبيرا, حيث استقبلت نبروه وفودا من القري المجاورة كما يقصدها مواطنون من القاهرة والمحافظات ويقف الجميع في طوابير طويلة, ولا يكتفي بعض الناس بشراء ما يحتاجه فقط ولكن هناك من تعود علي شراء كميات كبيرة من الفسيخ بغرض اهدائه إلي اصدقائه ومعارفه سواء داخل مصر أو خارجها. ويساعد اصحاب المحال فرق من العمال تختص احداها بنقل الفسيخ من المخازن إلي محال البيع وتختص أخري باخراج الفسيخ من البراميل, كما يتولي فريق ثالث عملية الوزن ولف الفسيخ في شرائح بلاستيكية شفافة بعد اضافة بعض الملح المجروش إليه لاتمام عملية الحفظ ثم لف هذه الشرائح داخل أوراق مجلات ووضعها في أكياس بلاستيكية مطبوع عليها اسم المحل. لقد اصبحت عمليات تصنيع الفسيخ تجارة رائجة في نبروه بفضل خبرات ابنائها التي اكتسبوها عبر السنين واصبح مشهد زيارة نبروه قبل اسبوع من شم النسيم من المشاهد المألوفة علي ابناء المدينة وما إن يأتي مساء يوم الأحد السابق ليوم شم النسيم الا ونجد سوق الفسيخ قد انفض تماما وعلي من فاته قطار الشراء من نبروه أن يبحث عن ضالته في أماكن أخري ولكن أقل شهرة.