في حديث لالأهرام, مع السيد أنطونيو لوبيز مارتينيز, سفير إسبانيا بمصر, بمناسبة تقلد بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في أول يناير2010. حيث تناول السفير أولويات الرئاسة الإسبانية خلال الأشهر الستة المقبلة. وعلي رأسها الانتقال من اتفاقية نيس الي الإطار القانوني الجديد لاتفاقية لشبونة للاتحاد الأوروبي, كما تناول الحوار اجتماعات مجلس الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي بلوكسمبورج في يونيو المقبل, والدور الأوروبي إزاء عملية السلام في الشرق الأوسط, ودعم العلاقات الثقافية بين أوروبا ومنطقة المتوسط, واستضافة برشلونة لسكرتارية الاتحاد من أجل المتوسط. وهذا هو نص الحديث: ما أولويات رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي؟ { إن هذه الأولويات تم تحديدها يوم8 ديسمبر الماضي بين كل من إسبانيا وبلجيكا والمجر, وهما الدولتان اللتان سوف تتوليان الرئاسة عقب إسبانيا, والأولوية الأولي هي المعالجة والتصدي للأزمة المالية العالمية, والثانية هي تعزيز المواطنة الأوروبية وإقرار العدالة بين رجالها ونسائها, والأولوية الثالثة تنصب حول دور أوروبا في العالم ودعم علاقاتها مع منطقة المتوسط والولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية, أما الأولوية الرابعة فهي تنفيذ اتفاقية لشبونة. كيف تقيم علاقات الاتحاد الأوروبي بمصر في ظل الرئاسة الإسبانية وبالذات في ضوء تطور العلاقات المصرية الإسبانية؟ { إن علاقة مصر مع الاتحاد الأوروبي تتطور من خلال الاتحاد من أجل المتوسط, فلقد تحولت عملية برشلونة الي الاتحاد من أجل المتوسط, وفي هذا الإطار عقدت قمة الاتحاد الأولي بباريس في صيف2008 برئاسة الرئيسين مبارك وساركوزي, وسوف تعقد القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط تحت الرئاسة الإسبانية في برشلونة يوم7 يونيو المقبل, وعلي المستوي الثنائي, فإن إسبانيا تتبني مساعدة مصر علي تعزيز مستويات علاقاتها الثنائية مع الاتحاد الأوروبي. كيف تقيم احتمالات انطلاق الاتحاد من أجل المتوسط الذي شهد معوقات جذرية؟ وهل استضافة برشلونة لسكرتارية الاتحاد سوف تسهم في تفعيل أدائه؟ { نحن سعداء بأن مقر الاتحاد أصبح مدينة برشلونة, وبالنسبة لمنصب سكرتير عام الاتحاد من أجل المتوسط فقد تم حسم اختيار المرشح خلال اجتماع حضره وزير الخارجية أحمد أبوالغيط, حيث جاءت الموافقة المبدئية علي أن يتولي هذا المنصب السيد أحمد مساعده سفير الأردن ببروكسل, وسوف نبدأ في العمل علي تنظيم القمة المقبلة ببرشلونة, ويعتبر مقر الاتحاد الجديد ببرشلونة هو ملك مشترك لحكومة كاتالونيا والبيت الملكي, حيث يقيم فيه دائما ملك إسبانيا كلما زار هذه المنطقة, والاتحاد علي وشك الانطلاق في العمل وهناك ستة مساعدين للسكرتير العام ينتمون لفلسطين وإسرائيل وايطاليا واليونان وتركيا ومالطا, أي ثلاثة من الشمال وثلاثة من الجنوب. يتحدث الجميع عن ورقة طريق تستهدف تحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة المتوسط, وأري في ذلك تطورا مهما.. فما تعليق سيادتكم؟ { هناك عدة مستويات, المستوي العالمي من خلال مفاوضات الدوحة للتجارة العالمية, وهي تسير ببطء شديد, وهناك موقف أوروبي متقدم جدا علي هذا المستوي, وهو إطار الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط, وقد تناول إعلان برشلونة إنشاء منطقة تجارة حرة عام2010 بين الدول الأعضاء في عملية برشلونة, وهذا يعتبر أيضا هدف الاتحاد من أجل المتوسط.. انما هناك دولة وحيدة متبقية وهي سوريا والتي يجب أن توقع اتفاقية مشاركة مع الاتحاد الأوروبي, وأعتقد إمكانية تحقيق ذلك قبل قمة الاتحاد من أجل المتوسط في يونيو القادم, وفي الوقت نفسه لقد قمنا بإعادة التفاوض ثنائيا مع بعض الدول, وعلي سبيل المثال لقد اتخذنا إجراءات جديدة مع مصر بالنسبة لتجارة المنتجات الزراعية ومنتجات الصيد, وبالنسبة للتعاون بين الجنوب والجنوب, فإنني أقول دائما لأصدقائنا المصريين والأردنيين والتونسيين والمغاربة, إن اتفاقية أغادير اتفاقية ممتازة. كيف تقيم أهمية انعقاد مجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي بلوكسمبورج ابريل المقبل تحت الرئاسة الإسبانية؟ { هذا دليل علي أن الاتفاقيات تسير سيرا جيدا وسوف يعالج مجلس المشاركة ولجنة المشاركة و800 لجنة أخري كل القضايا الخاصة بالصناعة والتجارة والبيئة والزراعة. وتأتي أهمية انعقاد مجلس المشاركة المصرية الأوروبية لأنه ينعقد شهرين ونصف الشهر قبل قمة الاتحاد من أجل المتوسط, فيستطيع أن يسهم في قرارات متعلقة بالقمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط.!. وماذا عن دور الاتحاد الأوروبي إزاء عملية السلام تحت الرئاسة الإسبانية ؟ { انني أجيب دائما عن هذا الكلام بأن أوروبا هي المحادث والمخاطب الثاني.. واذا كانت فكرة إنشاء دولة فلسطينية مازالت قائمة فهذا يعود الي الالتزام غير المشروط لأوروبا إزاء السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي هو المانح الأول للسلطة الفلسطينية واسبانيا هي الدولة المانحة الثانية بالنسبة للمشروعات الخاصة بالسلطة الفلسطينية, وانني أؤكد أن الرباعية الدولية المشكلة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة, سوف تشهد دورا أكثر فاعلية وأكثر حسما من قبل الاتحاد الأوروبي. كيف تري الموقف بين الفصائل الفلسطينية والفلسطينيين أنفسهم وإسرائيل؟ { أن هناك امكانية في الإعداد لمفاوضات بين الجانبين, وأنا أعتقد أننا في موقف يمهد للعودة الي مائدة المفاوضات وإنشاء دولة فلسطينية خلال تسعة أشهر الي12 شهرا, اذا لم تشهد المنطقة اشتباكات جديدة أو مشكلات تطفح علي السطح.