كتب :سيد صالح فيما مضي, كانت الرحلة علي طريق الصعيد الزراعي محفوفة بالمخاطر والكوارث, فلا يكاد يمر يوم واحد حتي تقع كارثة يروح ضحيتها عشرات الركاب بين قتلي, وجرحي.. وكان مصدر الخطر يتركز في بداية الرحلة من المنيب الي بني سويف مرورا بمنطقة العياط, المزدحمة بالسكان, والمساكن علي جانبي الطريق الزراعي. علي الطريق, كان المشهد مأساويا, وأشلاء الضحايا كانت تتناثر بين الحين والآخر علي الأسفلت, والموت لا يستثني إلا عددا قليلا من السيارات, لاسيما أن سائقي ميكروباصات المنيا يقودونها بسرعات جنونية تهدد حياة الركاب, وتعرضهم بين الحين والآخر, إما للتصادم مع سيارات أخري, أو السقوط في ترعة الإبراهيمية التي حصدت ولاتزال مئات بل آلاف الأرواح. هكذا كان الحال يوميا.. قبل أن يتم تنفيذ ازدواج الطريق من العياط الي بني سويف قبل6 سنوات, حيث تقرر حينها نزع ملكية300 فدان من أجود أراضي العياط من مالكيها في مقابل120 مليون جنيه هي قيمة التعويضات التي رصدتها الدولة لملاك الأراضي في المتانيا وقرية بركات بالعياط. ومنذ أن تم الازدواج هدأت الحوادث نسبيا, حيث تم تقسيم الطريق الي حارتين واحدة للمتجهين من الجيزة الي الصعيد, والثانية للقادمين من الصعيد.. وصار الطريق أكثر أمانا, وزالت مصادر الخطر بطول الطريق عدا المناطق الواقعة علي ترعة الإبراهيمية التي لاتزال بدون حواجز أسمنتية تمنع سقوط السيارات بها, كما أن المناطق المحدودة التي لم يتم تنفيذ الازدواج بها لضيق الطريق تجعل الفرصة كبيرة وسانحة لوقوع حوادث تصادم السيارات التي تسير في طريق واحد وجها لوجه سواء كانت متجهة الي الصعيد, أو قادمة منه. وبشكل عام, فقد أدي استيعاب الطريق الصحراوي الشرقي والغربي لاعداد كبيرة من السيارات, الي خفض الضغط علي الطريق الزراعي.. وتراجعت بالتالي نسبة الحوادث. ازدواج.. وأمن لم تنخفض معدلات الحوادث علي الطريق الزراعي المؤدي للصعيد, وبالتحديد في المنطقة من العياط الي بني سويف بالصدفة, فقد تحقق ذلك نتيجة تنفيذ مشروع ازدواج الطريق من ناحية, ونتيجة الوجود الأمني المروري من ناحية أخري, هنا يقول اللواء أحمد شوقي أبوزيد مساعد وزير الداخلية لأمن بني سويف إن هناك أربعة تمركزات أمنية تضم ضباط مباحث المرور, والمرور, وضباط النظام في مناطق الواسطي, وبعد الواسطي في المنطقة الواقعة بين الجيزةوبني سويف وبعد بني سويف بين المحافظة وببا, ونقطة تمركز مروري في منطقة الفشن. ويضاف الي ذلك, تخصيص سيارة مرور في المنطقة الثالثة من بني سويف وحتي الواسطي, الي جانب حملة يومية للانتشار السريع مهمتها الانتقال المستمر علي الطريق. وبالنسبة لحوادث السيارات فأغلبها يحدث علي الطريق الغربي والشرقي الزراعي المكتظ بالتجمعات السكنية, وخلال الأسبوعين القادمين سيتم توريد أربعة رادارات جديدة تنضم الي وحدة مراقبة الطريق بالرادار علي الطريق الشرقي والغربي السريع, والزراعي الشرقي, والكريمات, لتكتمل بذلك منظومة الرادارات التي تضم سبعة رادارات مهمتها ضبط المتجاوزين للسرعات المقررة من السائقين. حوادث فردية ولكن حوادث الطرق في رأي الدكتور عبدالجواد أبوهشيمة رئيس المجلس الشعبي المحلي لمحافظة بني سويف تمثل حوادث فردية بسبب سائق أرعن يتجاوز السرعات المقررة, ولا يعبأ بالأرواح. خطة.. ومشروع لقد بدأت عمليات التطوير كما يقول المهندس فتحي إبراهيم طايع رئيس المنطقة السادسة بالهيئة العامة للطرق والكباري في بني سويف الذي يقع ضمن مسئولياته الطرق في بني سويف والفيوم وحدود البحر الأحمر عند الكيلو85( الكريمات والزعفرانة) فضلا عن محافظتي حلوان و6 أكتوبر, حيث تم وضع خطة لتخفيف الضغط المروري علي طريق الصعيد في المنطقة من العياط وحتي بني سويف, والطريق الدائري حول بني سويف, ومن الانصاف ان نعترف بأن نسب الحوادث انخفضت علي الطريق في هذه المنطقة لكن المشاكل تبدأ من منطقة السحارة. ويجري حاليا يوضح تنفيذ مشروع الازدواج لمسافة تمتد الي50 كيلو مترا من بني سويف حتي منطقة ملاطية علي حدود مغاغة, حيث يتولي التنفيذ شركتان تابعتان للشركة القابضة للطرق والكباري بتكاليف مائتي مليون جنيه بصفة مبدئية, كما سيتم انشاء كوبري سطحي أمام مبني الإسعاف بالسحارة.. وهذه المشروعات من شأنها ان تجعل الطريق أكثر أمانا. والحوادث المرورية يقول المهندس فتحي ابراهيم طايع لا تنحصر مسئوليتها في عيوب الطرق وحدها, فهناك أخطاء بشرية, وعيوب في المركبات نتيجة غياب الصيانة. طريق الصعيد الزراعي ينطوي علي سلبيات كثيرة يحددها فرحات ابراهيم عضو مجلس الشوري السابق في بني سويف في كثرة المطبات الصناعية التي تعجل بتهالك السيارات المارة فوقها, فضلا عن السرعات الجنونية لسائقي الميكروباص.