العقل الجمعي المصري يمر الآن بحالة من الاضطراب والقلق وعدم القدرة علي التمييز بين الغث والثمين في هذا المشهد الكبير المسمي الحراك السياسي فبعض برامج( التوك توك شو) ترفع شعار شعللها ولعها. وتحت هذا الشعار تستضيف فيما بينها نفس الوجوه الغاضبة الناقمة التي تهيل التراب علي كل شيء وعلي من يخالفها الرأي.. وأصبحنا نسمح مصطلحات كثيرة مثل ناشط حقوق وناشط سياسي وخبير استراتيجي وفقيه وداعية ومحلل في جميع مناحي الحياة من اقتصاد وسياسة وإعلام وأمن وصحة( بتاع كله).. وأصبحنا نسمع عن ائتلاف كذا.. واتحاد كذا.. ومنظمات المجتمع المدني.. وأحزاب قديمة وأخري جديدة وتحولات جذرية في الإعلام الرسمي المقروء والمسموع وصحف حزبية وأخري مستقلة وجماعات شعار( الآن وفورا) والجميع يتكلم باسم الشعب!!! فهل فوضهم في ذلك؟! خاصة أن بعضهم عاش أكثر من ثلثي عمره خارج مصر وتحتاج معرفته بصميم الواقع المصري إلي المزيد من المعايشة والاندماج وقراءة الواقع بعيون محايدة قبل التحدث باسم الشعب.. فالأهم دوما هو التحدث باسم( مصر) والمصلحة العليا تكون للوطن أولا, والتي تقتضي أن ننحي جانبا كل خلافاتنا المذهبية والسياسية ولو إلي حين, حتي يلتقط الوطن أنفاسه ويضمد جراحه, فالوقت ليس في مصلحتنا والشماتة وتصفية الحسابات و(الشخصنة) وغيرها من آفات العمل السياسي لم ولن تحقق أي إصلاح. علاء غنيم مدير عام وزارة الموارد المائية والري