حينما يتعدي وعاظ سلفيون علي منابر مساجد, منها ماهو بضغوط من قيادات ورموز شعبية, علي المجلس العسكري ومنها ماهو رضوخ من وزير الأوقاف! هل هذا خلق حسن! وحينما يتنكر سلفية فتاوي مرجعياتهم بالسعودية ومصر من تحريم الخروج. علي الحاكم الجائر, والتظاهر السلمي, وتحريم عضوية مجالس نيابية, وانتخابات, وأحزاب, ويعتلون موجة ثورة الشباب التي لم يكن لهم مشاركة فيها, ويقتحمون معاهد وكليات بل وفي عقر الأزهر يعتدون علي ثقافته ويوزعون منشورات وبيانات!! ويشرعون في إنشاء أحزاب مناهضة للإخوان وكسب أرض منهم!! أليس هؤلاء بذلك يحرمون التهاني والتعازي والتعامل مع المسيحيين؟ وما مصداقية كلام رموزهم في الداخل والخارج! وحينما تهلل وسائل إعلام لقيادات التكفير واستحلال الدماء والأعراض والأموال, وما فعلوه بالسياحة والمسيحيين والرئيس السادات! ويعلن ما يسمي الجهاد سعيه لحزب سياسي! فلمن هذا وأين؟!حينما يتنازل( إخوان) في الواقع عن شعار ديني استغلوه طويلا وخلعوه ليرتدوا سياسة( حزب وسط) و(حرية وعدالة) أقرب ما يكون إلي( الليبرالية)!! في هذا المشهد الصاخب ضبابية وعشوائية ولابد من التنبيه والتنويه حفاظا علي( دولة مدنية) الكرامة فيها للمصريين والعزة للدين.. بعيدا عن مطامع هؤلاء وأولئك, وفي المقابل يسعي مسيحيون لإنشاء حزب سياسي اقتداء بسلفية وإخوان وجهادية... إلخ, وهكذا ترتد مصر حضاريا لتعود إلي حكم ولاية فقيه وكهنوتي كنيسي, أهذا حصاد ثورة إصلاح؟ فروق هائلة بين( حرية الرأي) و(حرية الفوضي), انقذوا صحيح الدين وحقوق المواطنة قبل فوات الأوان. د. أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر