من الواضح أن الرؤساء والزعماء العرب كما يطلقون علي أنفسهم توقف بهم الزمن عند فترة زمنية بعيدة منذ توليهم الزعامة أو قيام أنظمتهم الدكتاتورية ولم يتطوروا مع الزمن واعتقدوا أنهم لن يتركوا مناصبهم بل سيورثوها الي ابنائهم والي أحفادهم من بعدهم. , ونسوا أو تناسوا أن هناك شعوبا إن صمتت لفترة ولكنها لن تسكت طويلا علي الفساد والقمع وانتهاك جميع حقوقهم. والأدهي من هذا التوقف الزمني, هو عدم الوعي الحقيقي بالأمور, وعدم الاستفادة من أخطاء البعض منهم, فمنذ3 أشهر شهدت المنطقة العربية ثورات وفورات في كل من: تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين واخيرا سوريا, وأغرب مافي الأمر أن بدايات الثورات واحدة في كل دولة, وهي المطالبة بالحرية, والعدالة الاجتماعية, وإصلاحات سياسية, ثم تتطور بعد ذلك باحتكاكات مع الأمن واستخدام القوة المفرطة وسقوط قتلي وخروج النظام بوعود لا يقبلها المتظاهرون, ويستمر التظاهر, وقد تحقق النصر للشعب في دولتين( مصر وتونس) ونحن في انتظار المزيد. المذهل في الأمر أن نفس الاتهامات توجه للمتظاهرين بأنهم عناصر ارهابية أو أصحاب أجندات, أو أن هناك ايادي خفية تعبث بأمن الوطن, مما يضفي شرعية لهؤلاء الزعماء في استخدام القوة المفرطة, مع العلم أنه كان من الممكن الاستفادة من الدروس السابقة واتخاذ أساليب لدرء مثل هذه الثورات من خلال اجراء اصلاحات فورية وسريعة دون تعبير( دراسة اجراء تعديل) أو وعود سئمت منها الشعوب. والغريب في الأمر أيضا عمليات الدفع بعناصر موالية للنظام للدخول في احتكاكات مع المتظاهرين الشرفاء كما حدث في مصر ويحدث الآن في كل من اليمن وسوريا, أما ليبيا فالموقف مختلف تماما, فالرئيس الليبي ادخل شعبه في حرب أهلية, ولكن كلها سيناريوهات واحدة. ولكن يجب أن يعلم الزعماء ان سقوط قتلي من المتظاهرين علي ايدي النظام لا يقمع فالعكس صحيح فهو يزيد الثورة قوة وثباتا, لانه أصبح هناك ثأر بين الطرفين, ان الفوران في الشارع العربي لن يهدأ حتي تحصل الشعوب علي حريتها ومكتسباتها, وأعتقد أنه أصبح علي كل نظام لم يصبه الدور بعد أن يستفيد من أخطاء غيره, أما الذي تمسك بفكره القديم فأبشره من الآن أن مصير زين العابدين ومبارك قاب قوسين أو أدني منه. [email protected] المزيد من مقالات جميل عفيفى