حقائق ومشاهد اطلعت عليها واقتربت منها وتعرفت علي كواليسها في الأيام الماضية عبر شهود احياء عملوا مع الرئيس السابق مبارك عن قرب وداخل مقر الرئاسة بعد أن تم انتدابهم من وزارة الخارجية منذ فترة التسعينيات. وحتي وقت قريب عاشوا ورأوا مبارك يوميا وتولوا ملفات داخلية وخارجية في مكتبه وبعضهم تولي ملفات سوزان مبارك خاصة الاتصالات مع مؤسسات ومنظمات دولية وتولي التنسيق بين سفاراتنا ومكاتب زعماء وقادة من دول العالم. بعضهم بحكم العلاقة الشخصية سرد وكشف لي معطيات حقا لو نشرت بالكامل لأصابت المصريين بالغضب والحسرة وعادوا مرة ثانية إلي ميدان التحرير للاعتصام والاحتجاج مطالبين بسرعة محاكمة مبارك والقصاص منه, والبعض الآخر أقسم لي صراحة ان مبارك واسرته وكل رجالات حكمه خاصة المقربين منه سنوات عدة ومن زمرة الفساد لم يعملوا ولو ساعة واحدة لمصلحة هذا البلد بل كان همهم الأول والأخير الاستيقاظ مبكرا كل صباح لتدبير الحيل والمؤامرة لسرقة ونهب هذا الوطن لانفسهم وذويهم. المشهد الأول وهو حالة واصفة لحالة الحكم والحاكم في قصر العروبة لأكثر من30 عاما يكشف ويفضح كيف تدار الأمور في البلاد؟ وكيف كان يصنع القرار السياسي؟ حيث يؤكد لي احد الاصدقاء من هؤلاء الدبلوماسيين استدعي للعمل مع مبارك لسنوات عدة ان الأخير كان ومازال مغيب عن مجريات الأمور منذ نهاية عام94 ولم يمارس السلطة الحقيقية لأي حاكم كما ينبغي خاصة أنه هو الذي غيب نفسه عن تفاصيل المشهد المصري وعلاقاته بالخارج حفاظا علي صحته وبعيدا عن اجواء التوتر والانفعالات. وفي المقابل كلف شخصين فقط يثق فيهما هما زكريا عزمي وصفوت الشريف ليقوما بالعديد من المهام نيابة عنه وتصريف جملة المشاكل والازمات الطارئة وألا يعودا إليه إلا عندما تستحكم المشاكل حيث كان قد بدأت قدماه تعرف الطريق إلي منتجع شرم الشيخ.وفي عامي99/98 أوكل المهمة كاملة بشكل ضمني لكل من زوجته سوزان ونجله جمال مع تكليف زكريا وصفوت بالأمر المباشر بالعمل سكرتارية لهما علي مدار الساعة لمتابعة تنفيذ كل مايصدر عنهما وجعل احلامهما اوامر تسري علي رقاب المصريين بما فيها تشكيل الحكومات واختيار وزرائها علي ان يعود هو لتصدر المشهد أثناء أداء القسم أو عقد الاجتماعات الأولي. وكانت كل علاقاته للتعرف علي احوال البلاد وأوضاع المصريين عبر برنامجه التليفزيوني المفضل صباح الخير يامصر, فضلا عن انه في المقابل لم يطالع تقريرا أو يقرأ سطرا في صحيفة مصرية سواء قومية أو معارضة منذ عام.1997 المشهد الثاني: الذي فاجأني وبشهادة ذلك الدبلوماسي انه أي مبارك لم يجهد نفسه خلال استقبالاته علي مدار ال15 عاما الماضية مع الرؤساء والقادة ووزراء الخارجية العرب والغربيين وشخصيات رفيعة للخوض والاطلاع علي تفاصيل القضية أو تلك الأزمة التي حضروا من اجلها, بل كان معظم ترتيب اللقاءات للمجاملة والتصوير للرأي العام في الداخل والخارج. وعندما سألت صديقي الدبلوماسي وماذا عن مبادرات واتصالات وتحركات مبارك لحل هذه القضية أو تلك, وقصص وجولات واستقبال عرفات وعباس وشارون ونيتانياهو وغيرهم لأكثر من20 عاما لانقاذ القضية الفلسطينية كما قيل وغيرها من قضايا العالم العربي والإقليم.. رد: وهل كان يعرف شيئا عن اتفاق أوسلو مثلا وقس علي ذلك كثيرا, ولكن كنا نذيع وننشر يوميا صورا ولقاءات وتقارير عن امتلاك مصر لأوراق اللعبة في الاقليم والدور المحوري في العالم.. فاجأني صديقنا باستخفاف انه كان وهما اخترعه مبارك وحواريوه وسكن رءوسكم فقط.. نقطة علي السطر ولاتعليق. المزيد من أعمدة أشرف العشري