تحقيق:علا مصطفي عامر لا يزال العمل علي تصحيح الصورة الذهنية السيئة المنطبعة لدي الكثير من المواطنين في الشارع المصري عن رجل الشرطة حاليا من أهم المشكلات التي تواجه وزارة الداخلية. فقد امتدت آثارها الي بعض الضباط أنفسهم الذين بدأوا يتجهون الي الانفصال التام عن جهاز الشرطة, إما بالاستقالة أو بالمعاش المبكر.. البعض اتخذ قرارا فعليا بتقديم الاستقالة, والبعض الآخر اعتبرها قرارا مؤجلا في انتظار ما تسفر عنه الاحداث, والبعض رأي الاكتفاء مؤقتا بطلب النقل الي الأماكن الثابته التي لا تتطلب التعامل مع الشارع مثل المطارات والمواني, رافضين بذلك العمل الميداني, والمشكلة الاكبر أن العديد من طلاب كلية الشرطة أصبحوا زاهدين في هذه المهنة, ويرون مستقبلها غير مبشر, ومنهم من يرفض العودة الي كليته! ويبحث من ناحية أخري الضباط الراغبون في التخلي عن مهنتهم عن مهن بديلة, وهي لا تخرج عن العمل بالقطاع الأمني أيضا ولكن في الشركات والمؤسسات الخاصة, أو ممارسة مهنة المحاماة. معدلات الاستقالات حسب ماذكر أحد المصادر الأمنية تتزايد يوميا وتجاوزت أربعة آلاف طلب, وهي إما لضباط صغار تبدأ رتبتهم من درجة ملازم أول, أو رتب كبيرة تطلب الخروج من الخدمة في الحركة القادمة للضباط التي تتم في يوليو من كل عام, ويوضح ضابط برتبة عميد رفض ذكر اسمه أن تقديمه استقالته الآن يفقده جزءا كبيرا من مستحقاته المالية, مما يجعله مضطرا للانتظار لموعد الحركة السنوية للضباط في يوليو المقبل. ويقول اللواء كمال شكر الله لواء شرطة بالمعاش ويشغل حاليا منصب مدير أمن بمجموعة شركات كبري, إنه يتلقي اتصالات من العديد من أصدقائه وأقاربه وجيرانه من ضباط الشرطة الراغبين في الخروج من الخدمة يطلبون العمل معه, أو مساعدتهم في البحث عن عمل( أمني) ملائم في القطاع الخاص, ويعترف شكر الله بوقوع أخطاء جسيمة من جانب الشرطة مثل الانسحاب الأمني. أما مشكلة طالب الفرقة الأولي بكلية الشرطة مع كليته, فهي كما يرويها والده اللواء السابق: كان ابني في إجازة قصيرة لزيارة أسرته وفي طريق عودته لكليته استقل سيارة تاكسي, وعلي الطريق الدائري استوقفه مجموعة من الشباب وأصروا علي إنزاله من التاكسي, وإلقاء الكاب الخاص به علي الارض ودهسه بأقدامهم, ويضيف والد الشاب: عاد ابني الي المنزل محطما وأصر علي ألا يواصل دراسته في كلية الشرطة وألا يعمل ضابطا مهما كانت الاسباب, ولم يعد بالفعل الي كليته مرة أخري. هل يتحول الضباط المستقيلون الي محامين؟ يحق لضابط الشرطة كما ذكرنا بعد تركه مهنته العمل بالمحاماة, ولكن يبدو أن الامر لن يكون سهلا, وقد يواجه الكثير من صغار وكبار الضباط مشكلة في قبول قيدهم بالنقابة, باعتباره الشرط الأساسي لممارسة مهنة المحاماة, ووفقا لما أكده لنا نبيل صلاح رئيس لجنة القيد بنقابة المحامين أنه لم ترد حتي الآن إلي النقابة طلبات من أي ضابط مستقيل, ولكن في حالة تلقي الطلبات لن تتم الموافقة علي قيد أصحابها بالنقابة إلا بعد التأكد من كونهم ضباطا شرفاء.