الثورة المضادة.. أو القوي المضادة لثورة الشباب.. ومعناها أن هناك اناسا أقوياء يعملون علي تعويق حركة الثورة وهدم كل ما أخذت, واثارة الناس علي الحكومة, ولهم جميعا مطالب وهذه المطالب يجب تحقيقها الآن, وهم بذلك يعطون للحكومة ما ليس عندها, يعطونها القوة الخزافية وقدرتها الفريدة علي إراحة الناس فورا, وهذه الحكومة واية حكومة لاتستطيع ان تحقق هذه المعجزة إلا بالفلوس.. وقد ادت حشود الناس واعتصامهم الي تعطيل العمل, وتعطيل العمل أدي الي خسائر بالمليارات. والثورة المضادة أو القوي المضادة قوية فعلا وأنها منظمة.. وقد ظهر ذلك في الاستفتاء علي تعديل الدستور فقد حصلت علي77%, ولم تبلغ هذا العدد الكبير الا بشراء الاصوات بكيلو سكر وزجاجة زيت وعشرين جنيها.. وهذا مالا يستطيعه الشباب, ثم هذه القوي سوف تظهر في الانتخابات وفي البرلمان وفي الترشيح للرياسة. وقد ادركت القوات المسلحة ان هذا موقف خطير اليوم وغدا أكثر خطورة فاصدرت تجريما لكل تجمع او اعتصام, وقد خسرنا الكثير جدا بسبب هذه المظاهرات التي يندس وسطها من يحرصون علي فشل الثورة الشابة وإحراجها وزلزلة الثقة بها, وطبيعي أن يكون حال الناس امام الحدث الكبير, اما ان يكونوا معه او ضده او يترددون. وسوف تظهر مشاكل وتتفاقم, فالذين مع الثورة يحتاجون الي وقت, والذين يعاودنها لديهم الوقت المناسب.. والمنافقون والمترددون امامهم كل الخيارات لكي يتسلوا او يتآمروا.. هل الموقف خطير؟ نعم.. وعلاجه؟ كلما كان الموقف خطيرا كان العلاج ايضا, والهجوم علي الحكومة ليس إلا هجوما علي الشعب الذي اختاره مرحليا. فهي حكومة ثورة وليست حكومة ثورية. ومن الضروري أن نلفت الأنظار والاستماع إلي هذه القوي الخفية التي لها ألف اسم وألف وجه, بينما الثوار لهم وجه واحد لم نر معالمه بعد, ولكن سوف نراها.. ويسعدنا ذلك! المزيد من أعمدة أنيس منصور