يبدو أن أنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك ما زالوا مصرين علي استفزاز الرأي العام من خلال الاستمرار في تنظيم مظاهرات . يزعمون من خلالها أن هدفهم هو ضمان عدم إهانته والتأكيد علي أصالة الشعب المصري واخلاصه لرجل حكم البلد ثلاثين عاما دون خوض انتخابات نزيهة واحدة وكان يرغب في توريث الحكم لنجله الذي تعامل مع البلد علي أنها عزبة خاصة له ولأصدقائه. فمنذ الصباح الباكر ليوم الخميس24 مارس الماضي, تجمع عشرات من أنصار الرئيس المخلوع أمام محكمة عابدين وذلك لابداء احتجاجهم علي دعوي أقامها أحد المحامين يطالب فيها بازالة اسم مبارك من كل المنشآت العامة, وهم يرددون هتافات اللي عنده أصل, مبارك هو الأصل و يا علاء قول لأبوك شعب مصر بيحبوك و الشعب يريد تكريم الرئيس. وكاد شارع رشدي بوسط المدينة حيث تقع المحكمة أن يتحول إلي ساحة معركة ساخنة وذلك بعد أن تجمع مواطنون من أهالي منطقة عابدين المؤيدين لثورة الخامس والعشرين علي الرصيف المقابل لمؤيدي مبارك وبدأوا بدورهم بترديد هتافات مضادة من قبيل حرامي.. حرامي في إشارة إلي الرئيس السابق و أهم, أهم, المأجورين أهم. كما قام مؤيدو الثورة برفع أوراق نقدية في الهواء والتلويح بها في وجه مؤيدي مبارك في تلميح إلي أنهم مدفوعون للتظاهر مقابل مبالغ مالية. ونفي المؤيدون للرئيس السابق بشدة أنهم تلقوا أي أموال أو أنهم أعضاء في الحزب الوطني. وقال محمد الهلالي, محامي من بين مؤيدي مبارك, أنهم تجمعوا بناء علي دعوة وجهها الأعضاء في صفحة أنا آسف يا ريس علي شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك. وأضاف أنهم نفس المجموعة التي سبق لها التجمع في ميدان مصطفي محمود للمطالبة بتكريم الرئيس السابق والتوقف عن ترديد الإتهامات بحقه بشأن تورطه في الفساد وتهريب المليارات من الجنيهات إلي الخارج. وكان ملحوظا أن غالبية المتظاهرين الداعمين لمبارك من الشباب والفتيات صغار السن, والذين لم يكتفوا بترديد الهتافات, ولكنهم قاموا كذلك بسب الشعب المصري كله بزعم عدم الوفاء للرئيس السابق. وقال متظاهر أفاد بأنه طالب في مودرن أكاديمي لشباب التحرير: ما حدش يقول ثورة, دي نكسه. ده شعب ما يجيش غير بضرب الجزم. وعندما اعترض مراسل شباب التحرير علي هذه الطريقة في الحديث, بدأ الطالب الذي رفض ذكر اسمه في مهاجمة وسائل الإعلام قائلا أنها انقلبت بين ليلة وضحاها وبدأت في انتقاد الرئيس وحرمان أنصاره من التعبير عن رأيهم. كما حاول بعض أنصار مبارك الاحتكاك بمؤيدي الثورة بزعم أنهم قاموا بالقاء زجاجات معدنية فارغة نحوهم, وكاد الأمر يتطور إلي اشتباك بالأيدي لولا تدخل عدد من ضباط الشرطة الذين تواجدوا أمام مقر المحكمة. كما سعي رجال الشرطة جاهدين علي استمرار المرور في شارع رشدي رغم المظاهرتين المتضادتين. وقام شباب من مؤيدي الثورة بمنع أي احتكاك بأنصار مبارك وقال أحدهم لشباب التحرير هم يريدون منا أن نشتبك معهم علشان الدنيا تولع والناس تكره الثورة. احنا مش حنسمح بكده. ومع تزايد أعداد المؤيدين للثورة من المواطنين, اضطر أنصار مبارك إلي التراجع والانسحاب من أمام مقر المحكمة. ثم قاموا بالسير علي الأقدام حتي ميدان عابدين حيث أجبرتهم قوات الشرطة والجيش علي الدخول إلي حديقة الميدان المقابلة لمحافظة القاهرة لعدم تعطيل سير المرور. أما أحمد عبدالحميد الذي قدم نفسه علي أنه مسئول إعلام في الرابطة العالمية لخريجي الأزهر فحذر من آثار المطالب المتنامية بمحاكمة الرئيس السابق وأفراد أسرته, مشيرا في هذا الصدد إلي تقارير غير مؤكده بأن دول خليجية مثل السعودية والإمارات وسلطنة عمان هددوا بسحب استثماراتهم من مصر وطرد ملايين المصريين العاملين في بلادهم اذا تمت هذه المحاكمة لشخص يعتبرونه صديقا مقربا علي مدي ثلاثين عاما. وأضاف مش معقول يكون الحكام العرب أكثر وفاء للرئيس مبارك مننا, رافضا اعتبار هذه التهديدات, في حال صحتها, تدخلا في شئون مصر الداخلية. وقال المحامي محمد الهلالي أنه تقدم بدعوي مضادة لتلك التي تقدم بها المحامي سمير صبري وطالب فيها بإزالة إسم الرئيس المخلوع من المنشآت العامة, دافعا بعدم اختصاص محكمة عابدين بالنظر في هذا الأمر الذي من المفترض أن يكون مسئولية القضاء الإداري. وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية حتي الرابع عشر من أبريل.