لا أذكر أنني عاصرت, علي مدي نحو 50 عاما من الوعي بشئون كرة القدم, فترة كتلك التي نعيشها الآن من الانصراف عن اللعبة وبالتحديد عن المنتخب الوطني الذي تتجمع حوله عادة كل الانتماءات باستثناء سنوات الحروب من 67 إلي 73, الا ان ما يحدث هذه الايام من عدم اهتمام بالمنتخب يضاف اليه ايضا بعض المشاعر غير الودية تجاه جهازه الفني, والتي بوسعي ان أصفها بالمشاعر الظالمة! ففي خضم المزايدات المنتشرة هذه الايام, طفت علي السطح قضية مرتبات أعضاء الجهاز برئاسة حسن شحاتة, والتي يطالب بعض أعضاء مجلس الادارة بتخفيضها ويؤيدهم طبعا قطاع كبير من الرأي العام الساعي للقصاص من الذين أثروا( حراما) وسرقوا المليارات من المال العام باستغلال نفوذهم الي جانب الرغبة الشعبية في القضاء علي التفاوت الفاحش في الأجور والمرتبات التي تراوحت ما بين 300 جنيه وثلاثة ملايين جنيه في الشهر! والحقيقة ان مرتب حسن شحاتة ارتبط بظروف استثنائية تبرر وصوله الي هذا الرقم( 220) الف جنيه حيث حقق إنجازات متتالية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البطولات القارية بفوزه ببطولة أمم إفريقيا 3 دورات متتالية, قفز بها مرتبه الي أكثر من أربعة أضعاف الرقم الذي كنت قد تعاقدت معه عليه في 2005, ومع ذلك يبقي أقل من مرتبات كثير من المدربين الأجانب لمنتخبات عربية وإفريقية لم يحققوا هذه الانجازات, لكن يبقي العقد شريعة المتعاقدين, واحترام العقود من احترام النظام العام والقوانين والدستور. وسوف أقف بجوار أي مدرب او لاعب متعاقد مع ناد او اتحاد, مالم يوافق( طواعية) وعن طيب خاطر علي التنازل عن جزء من مرتبه في الظروف الحالية, أو تأجيل الحصول عليه حتي تنجلي هذه الفترة المرتبكة التي خربت الكثير من البيوت, كما أؤكد ان من يتعرض منهم لمساس بمقابل عقده, يستطيع اللجوء للقضاء المصري العادل للحصول علي حقه. وأعود لشحاتة ورفاقه الذين زاد ظلم البعض لهم وتخطي مسألة المرتب, الي منطقة أخطر وهي حسبانهم من رموز نظام مبارك لمجرد ان الرئيس السابق وولديه كانوا يظاهرون المنتخب, ويحتفون بالجهاز وكانت استفادة النظام منهم اكثر من استفادتهم منه, وفي كل الأحوال من هو المدرب الذي كان يقدر وقتها علي رفض مساندة رأس الدولة للمنتخب الوطني؟!. هل رفض المنتخب الألماني مساعدة هتلر له؟! [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم