في جميع الأحوال وتحت كل الظروف, تبقي الوحدة الوطنية في مصر خطا أحمر لا يمكن لأي شخص أو فئة اختراقه, لأنه حصن الدفاع الأول والأخير عن الأمن القومي المصري. وإذا كانت صورة25 يناير قد أطاحت بمنظومة الفساد التي كانت تسيطر علي مقاليد الأمور في مصر. فإن روح الثورة التي لم تفرق بين مسلم ومسيحي, وشهدت أروع صور التلاحم في ميدان التحرير عندما وقف المسيحيون يحرسون المسلمين في صلاة الجمعة, وأحاط المسلمون بالمسيحيين وهم يقيمون قداسهم, هي نفس الروح التي ينبغي أن نتحلي بها جميعا الآن. فلا يمكن لأي مصري حقيقي أن يعتدي علي شقيق له تحت ستار الدين أو استغلال أخطاء فردية في اشعال فتنة طائفية أو حتي زرع الشقاق بين أبناء البيئة لواحدة. لذلك سارع الجميع بمعالجة آثار حادث الاعتداء الذي تم علي أحد المواطنين في محافظة قنا بزعم إقامة الحدود الشرعية, ونجحت القوات المسلحة بالتعاون مع حكماء العائلات بقنا والقيادات الشعبية من مختلف الأطراف في احتواء الموقف واتمام المصالحة مع حفظ الحقوق للجميع حفاظا علي روح المودة التي تجمع أبناء الشعب الواحد. ومهمتنا جميعا الآن كل في موقعه العمل علي ترسيخ أسس الدولة القوية التي تفرض سيادة القانون علي مواطنيها بدون استثناء أو تمييز, حتي نقطع الطريق علي كل من يسعي لفرض رؤيته الشخصية وسطوته بالقوة علي بعض المجتمعات المحلية. لقد كانت الأهرام دائما وستبقي حصنا للدفاع عن الوحدة الوطنية وسنتصدي بكل قوة لكل من يحاول إثارة الفتن, مع المساعدة في حل أي مشكلة في هذا الإطار بالمعالجة الهادفة والموضوعية التي تعلي مصالح شعب مصر العظيم فوق أي اعتبار.