الحوار قيمةإنسانية كبري, لاغني للإنسان عنه, فبه يتواصل الناس ويتفاعلون ويتعاونون فيما بينهم, ولكي يكون الحوار ناجحا وهادفا لابد أن يكون حوارا مجتمعيا جادا علي كل المستويات والفئات, وليس حوارا نخبويا. ومن فوائد الحوار أنه يقيم جسور التواصل مع الآخر, ويفتح قنوات اتصال نعرف الآخر من خلالها ويعرفنا عن طريقها ايضا, وبها يكون التواصل والتفاعل والاندماج. والحوار مع الآخر يتطلب الاستماع إليه والاستفادة من آرائه ومقترحاته وافادته ايضا بآرائنا ومقترحاتنا, وهذا هو التواصل الحقيقي وهو مايعرف بقبول الآخر أو الانفتاح علي الآخر وليس الانغلاق والعزالة, وهذا التواصل يحقق التجانس والتقارب مع الآخر تحقيقا عمليا وواقعيا وهو مايعرف بالتعايش السلمي.وآليات تفعيل الحوار تتضمن مراعاة الآداب والقيم والفضائل وعدم ازدراء الأديان ومراعاة أدب الحوار وأدب الاختلاف والتسامح والتفاهم والاحترام المتبادل بين الأشخاص والأديان, والاعتدال في عرض وجهات النظر المختلفة وعدم تحقير الرأي الآخر, والمرونة في الحديث وتصحيح الصورة المغلوطة عند الطرف الآخر بهدوء وتعقل.ولابد أن نعترف بأن فهم الآخر يمثل اشكالية, وهذا يتطلب تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة ومعالجة القضايا معالجة صحيحة مهنيا وادبيا وكذلك هناك دور مهم للكتاب والمفكرين والأدباء والمثقفين والفنانين والأحزاب والمجتمع المدني وسائر مؤسسات الدولة الدينية والثقافية والتعليمية والمسجد والكنيسة في نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي بين أبناء الوطن وقبول الآخر والحوار والتوافق المجتمعي وتقديم الحلول الرشيدة وعدم التمييز بسبب الدين أو الجنس أو الاختلاف الفكري في الرؤي والتوجهات, ودعم قيم التسامح والإخاء والاعتدال والمحبة وتحقيق المواطنة الحقيقية وفقا للقانون وحقوق الإنسان. ولابد للحوار المجتمعي المنشود أن يكون حوارا محترما واعيا, يترفع عن السب والقذف والتجريح والإهانة.. وبذلك تنهض الأمة وتخمد الفتنة.