علشان نخلي مصر أجمل... دعوة أطلقها الشباب وبدأ البعض بتفعيلها بطرق مختلفة سواء كانت بحملات توعية في بعض المناطق الشعبية أو تنظيف الشوارع, في حين أختار طلبة كلية الفنون الجميلة الفن ليكون تعبيرا ومشاركة حقيقية لهم في تجميل مصر. وخلال الأسبوع الماضي لاحظ كل من يمر بشارع منصور محمد بزحمة غير عادية فالسيارات تتحرك ببطء حيث يلفت نظر المارة عدد كبير من الفتيات يعملن بكل همة ونشاط في رسم جداريات فنية ضخمة علي الحوائط, أعمال فنية تذكرك بما تراه في الخارج من جداريات تزين الكثير من البنايات الشهيرة في أوروبا لكن الملاحظ هنا أن اللوحات مستوحاة من ثورة الشباب. كان من اللافت للنظرأيضا أن كل المجموعة التي تعمل من الفتيات وعندما سألنا عن ذلك جاءتنا الإجابة من ماريان عادل تقول أنهن طلبة السنة الثالثة بكلية فنون جميلة قسم تصوير جداري وأن القسم الذي يضم64 كلهن من البنات فيما عدا طالبين فقط. وعن السبب في قيامهم في رسم تلك الأعمال علي الجدران قالت مي عزت أن عدد كبير من الطالبات بالقسم شاركن في مظاهرات الثورة في ميدان التحرير وهو ما خلق زخما وحالة فنية لدي عدد كبير منهن فبعضهن كن يرسمن بالفعل في الميدان لوحات فنية صغيرة,وعند عودة الدراسة كان الجميع لديه رغبة في المشاركة بعمل ما للمساهمة في حملات الشباب لتجميل مصر وتزامن ذلك مع عمل مشروع دراسي بالكلية فأقترح الدكتور صبري منصور أستاذ الجداريات وعميد الكلية السابق أن يكون المشروع الذي سيقوم كل منا برسمه عن الثورة وبالفعل قمنا بذلك ثم تطورت الفكرة باختيار أفضل سبعة أعمال فنية وتحويلها إلي جداريات ترسم علي الجدران الخارجية للكلية,وتحمس الجميع وخلال اقل من أربعة أيام كنا قد أنجزنا تلك الجداريات حيث كثفنا من عملنا لننتهي منه سريعا,أضافت مايفل عماد نحن نشعر بسعادة كبيرة لأننا أولا نشارك في تجميل الكلية والشارع والأمر الثاني أن أعمالنا لم تعد حبيسة المدرجات وإنما يراها الناس في الشارع الأمر الثالث الذي أسعدنا جميعا هو تشجيع الشارع و المارة لنا فرغم أننا جميعا من البنات فأننا لم نتعرض لمحاولات مضايقة من المارة بل علي العكس كان هناك تشجيعا واستحسانا لما نقوم به لدرجة أننا نتمني أن نقوم بذلك في شوارع وميادين أخري, لفت انتباهي عمل رائع لشخص يبدو وكأنه يتحرر من أربطة كفن فسألت عن مغزاه فقالت لي صاحبته والتي كانت تشارك زميلاتها في رسمه فقالت لي أن اللوحة تحمل هذا الأمر لدلالة علي أن الثورة أعادت الحياة مرة أخري لأشياء كنا نظن أنها قد ماتت مثل الحرية والعدالة, لفت انتباهي لوحات جدراية أخري تحمل رمز الهلال مع الصليب للتعبير عن الوحدة التي كانت في الميدان ولاحظت أن الفنانات الصغيرات يعدن في بعض التفاصيل إلي الأستاذ المشرف عليهن و هو الدكتور صبري منصور الذي تحدث عن سر تبنيه للفكرة كجزء من الدراسة وقال لاحظت أن الثورة وضعت الطلاب في حالة فنية خاصة بالإضافة إلي أنها منحتهم طاقة إيجابية للمشاركة في تقديم عمل ما للمجتمع وهو ما شجعنا علي هذا العمل والذي راعينا أن تكون اللوحات السبعة المختارة معبرة عن روح التغيير التي خلفتها الثورة,ويضيف مؤكدا أن الطلبة لديهم رغبة في عمل لوحات في أي منطقة ويمكن لمن يريد أن يقوم بتوفي المواد التي تلزم الأعمال والطلبة ترحب بعملها