أربعة شباب في عمر الزهور وطفلة لا يتعدي عمرها14 عاما.. كلهم خرجوا ليعبروا عن رأيهم في جمعة الغضب مطالبين بحياة حرة كريمة والقضاء علي الفساد والفاسدين. كان هدفهم واحدا.. وهو كتابة تاريخ وعصر جديد لمصر بلا ظلم أو قهر أو عبودية.. وبعد أن كان هدفهم واحدا.. أصبح مصيرهم واحدا أيضا.. فقد استشهدوا جميعا وذهبوا إلي جنات الخلد والنعيم.. فقد ماتوا في سبيل أن نحيا نحن ونستنشق نسيم الحرية الذي خرجوا من أجله. جمعية رسالة الخيرية قررت تكريم أسر هؤلاء الشهداء أول أبريل القادم بدار الأوبرا وشباب التحرير يرصد اليوم حكاياتهم وأحوال أسرهم التي تركوها بلا عائل. هدير عادل سليمان: طفلة لا تتعدي الرابعة عشرة من عمرها تفوقت في دراستها كانت ملامحها هادئة مثل حياتها التي انقلبت رأسا علي عقب عندما بدأت المظاهرات تتغلل في شوارع المعادي, واثناء مسارعتها للحاق بوالدها حتي لا يخرج لمشاهدة المظاهرات تلقت طلقا ناريا غادرا في رقبتها وتوفيت في الحال بمجرد وصولها الي المستشفي وببسمة ملائكية ودعت هدير اسرتها في يوم28 من يناير لتكون أصغر وردة تتزين بها جناين مصر. أحمد هلال عبد الحفيظ: شاب(23 سنة) يحمل ملامح وخصال اهل النوبة من الطيبة المتناهية مع الإخلاص الشديد والأمانة الخالصة, حيث كانت أقصي امانيه في الحياة ان يستر اخواته البنات الاربع بعد ان خيم الحزن عليهن اثر وفاة الاب, تمني السفر من اجل تحسين معيشتهم حتي قبل نزوله للمشاركة في المظاهرات لم يفكر في نفسه, وانما كانت آخر كلماته لأمة هانزل اشوف ايه اللي بيحصل.. ولو مت خلي بالك من البنات فقد كانت الثورة سبيلا لضمان عيشة كريمة لأسرته أمد الدهر وقد كان ايضا خدوما لغيره, فقد ساعد في نقل الموتي بيديه واغاثة المصابين إلي ان استشهد بطلق ناري في الصدر يوم الجمعة28 يناير لينسج بذلك خيطا جديدا في ثوب الحرية. عمر فتحي نور البربري: شاب طموح أنهي دراسته وارتبط بفتاة علي خلق كان يناضل مع والده المسن من اجل تحسين مستوي معيشتهم والتحق بالجيش من اجل اتمام خدمته الوطنية وكان دائما يحلم بلحظة خروجه من الجيش ليتزوج ويبني اسرته الجديدة, راودته رغبة شديدة في المشاركة في المظاهرات من اجل مستقبل افضل للبلد واثناء تواجده في مكان المظاهرات صعدت روحه الطاهرة الي بارئها اثر طلق ناري اخترق رأسه وكتفه. محمود ابراهيم خفاجة:30 سنة من شهداء جمعة الغضب28 يناير كان يستعد للزواج لم يتخل عن مسئوليته فهو العائل الوحيد لأمه بعد زواج أخوته مستندا علي عمله البسيط كفني كهربائي بإحدي الشركات الخاصة, ومع انطلاق ثورة25 يناير خرج لينادي بالاصلاح والتغيير ويساعد في انقاذ المصابين بميدان التحرير وعند عودته الي المعادي محل اقامته شارك في نقل جيرانه المصابين غير مبال بطلقات الرصاص الحي التي استخدمها رجال الشرطة في مواجهة المتظاهرين الي ان اخترقت جمجمته رصاصة اسكتته للابد واصبح شهيدا ليهدي بذلك لأمه أعظم هدية وهي ان تلقب بأم الشهيد. علي نبيل عبد السميع:27 سنة هو الأخ الأوسط لأسرة مكونة من5 أفراد كان محبا للحياة ولأسرته ولخطيبته وانسانا خيرا.. احلامه بسيطة ما بين الزواج والسفر لتحسين حالته المادية وفي يوم28 يناير خرج ليبحث عن أخوه الأصغر مصطفي17 سنة الطالب بالمرحلة الثانوية الذي شارك في المظاهرات ولم يعد, وإيمانه بمبادئ الثورة دفعه للمشاركة في المظاهرات عندما بدأت ملامحها تتشكل امامه بل وسارع في مساعدة المصابين وقبل ان تشرق شمس يوم30 يناير التي تعلن بشروقها سنة جديدة في عمر علي استشهد برصاصة في رأسه خرجت من الناحية الأخري ولكن في الحقيقة كتبت دماؤه الطاهرة مستقبلا جديدا لكل المصريين.