كتبت:هاجر صلاح كان يوم الجمعة28 يناير2011 والذي عرف بجمعة الغضب يوما فارقا في أحداث ثورة25 يناير, اذ يمكن اعتباره اليوم الذي قاد الأحداث لتؤدي في النهاية الي سقوط نظام مبارك, ففيه راح عدد كبير من شهداء الثورة, وتأكد المصريون أنه لارجعة عن رحيل مبارك وأعوانه.. امتلأت سماء القاهرة بدخان القنابل المسيلة للدموع, منتهية الصلاحية, ليسقط المتظاهرون مختنقين بفعل سمومها, وتحول ميدان التحرير الي ساحة حرب بين مئات الآلاف من الشعب المصري وحجافل الأمن المركزي, لتستمر المعركة والمقاومة بين الطرفين من بعد صلاة الجمعة وحتي عصر ذلك اليوم الذي سقط فيه مئات الجرحي وعشرات القتلي. ومع تزايد الاشتباكات الدامية, تراجعت قوات الامن المركزي لتختفي تماما ومعها أفراد جهاز الشرطة في سائر أنحاء البلاد, لتحدث حالة من الانفلات الامني, نجمت عنها حالة من الفوضي والدمار أشاعها بلطجية الحزب الوطني المأجورين, وفي ظل انقطاع لحل وسائل الاتصال, تضاعفت الخسائر, وعلي رأسها خسائر الأرواح. في هذا الجزء من جدارية ثورة التحرير والتي تمتد لنحو40 مترا, يسجل الفنان طه القرني أحداث ذلك اليوم من بداية الاشتباك بين أفراد الامن المركزي, وشباب التحرير الذين يقاومون الهراوات والعصي الكهربائية, لكن بعد أن مادت الارض تحت أقدام أفراد الأمن, واشتد ثبات المتظاهرين, نجد أحد القيادات وهو يعض علي أصابعه, نادما علي تنفيذه الأوامر بالاعتداء علي بني بلده.. وهنا يشير القرني إلي أن الندم كان باديا بالفعل علي وجوه بعض القيادات, وقاموا بالانسحاب من المواجهة, بعد ان علا إحساسهم بمصريتهم علي ماعداه. الجزء المعروض هنا هو واحد من ثلاثة أجزاء خصصها الفنان طه القرني لتوثيق أحداث جمعة الغضب, وفي الجزئين التاليين يصور القرني مشاهد إطلاق المياه والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين, وسقوط الضحايا.