علي الرغم من أن ستة أشهر تفصلنا عن انتخابات مجلس الشعب المقرر لها سبتمبر المقبل ألا أن التربيطات والحوارات والمنتديات قد بدأت مبكرا ربما منذ قبل الاستفتاء الدستوري الذي ألقت نتائجه بظلالها علي تلك الجولة المرتقبة التي من المنتظر أن تزداد سخونة يوما بعد يوم . وذلك في ظل المتغيرات العديدة التي أعقبت أحداث52 يناير وما واكبها من صعود في أسهم تيارات سياسية وهبوط في أرصدة الأحزاب الموجودة بالفعل. وفي ضوء التراجع الواضح للحزب الوطني تحديدا وصعود التيار الإسلامي باتجاهاته المختلفة يصبح الشارع المصري أمام متغير جديد يستحق الرصد والمتابعة منذ الآن حتي وان كان هناك عدد كبير من الأحزاب بمسميات مختلفة سوف تري النور قريبا لتدخل حلبة سباق من نوع جديد لن تتدخل فيه الدولة بأجهزتها المختلفة لصالح أحد الأطراف وهو أمر افتقدته حياتنا السياسية علي مدي عدة عقود. مراسلو الأهرام في المحافظات رصدوا الوضع علي أرض الواقع وسجلوا ملاحظاتهم وانطباعاتهم. الاسماعيلية: تحالفات بين أعداء الأمس الإسماعيلية: من سيد إبراهيم بالرغم من أن الصورة لم تكتمل بعد بالنسبة لاستعدادات الأحزاب والقوي السياسية لخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة إلا ان هناك بعض الاحداث التي ترسل بإشارات في اتجاهات معينة قد تكشف عن طبيعة التحالفات خلال الفترة المقبلة وتؤكد ماجري عليه العرف في العمل السياسي انه لايوجد ود دائم او عداء دائم وان اصدقاء اليوم قد يصبحون أعداء الغد أو ان اعداء الأمس قد يصبحون اصدقاء الغد وذلك بحثا عن المصلحة. خلال الأيام الماضية كانتالأهرام شاهدا علي بعض الاحداث التي لاتضلو من معني والتي قد تؤسس لمراحل مقبلة ومن هذه الاحداث احدي الندوات الموسعة لمناقشة التعديلات الدستورية والتي دعا إليها شباب زراعيون والتي كان المتحدثون الرئيسيون فيها ثلاث شخصيات بارزة لم يكن من الممكن ان تجتمع علي مائدة واحدة قبل ثورة25 يناير منهم شخصية بارزة في الإخوان المسلمين وأخري بارزة في الحزب الوطني لم يكن هناك خلاف علي نزاهتها وتمثيلها للتيار المعتدل في الحزب والشخصية الثالثة كانت تنتمي لحزب الوفد.وكشفت هذه الندوة ان التحالفات بين اعداء الأمس قد تكون ممكنة غد وان الساحة السياسية ستشهد مفاجآت مع العيار الثقيل خلال الأيام المقبلة. ويستطعون حسم الأمور لمصلحتهم نظرا لقدراتهم التنظيمية العالية إلا أنهم كانوا من أوائل المبادرين للتعريف ببرامج جزبهم الجديد الحرية والعدالة وبدا ذلك واضحا من خلال المؤتمر الضخم الذي نظمته الجماعة قبل زيام للتعريف ببرامج الحزب. ويشير المهندس صبري خلف الله مسئول جماعة الإخوان المسلمين بالإسماعيلية إلي ان هناك انتخابات داخلية تجري الآن لاختيار العناصر التي ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ويؤكد ان الحزب سيلتزم بتوقيتات الدعاية الانتخابية عندما يتم الإعلان عن ذلك كما لانستبعد الدخول في تحالفات او ائتلافات مع آخرين وان الذي سيحدد ذلك هو شكل الانتخابات الذي ستجري خلال الفترة المقبلة. كذلك بدأ حزب شباب نهضة مصر بالإسماعيلية في إيجاد ارضية له قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال الندوات التي يعقدها للتعريف بالحزب ومن خلال القوافل الطبية التي بدأ في تسييرها في قري ومدن المحافظة لعلاج المواطنين وصرف الأدوية لهم مجانا. اما الحزب الوطني فلم تتضح الرؤية بعد لاعضائه وذلك وسط رفض شعبي للكثير منهم واكتفي القائمون في الوقت الحالي بالإعلان عن انفسهم من خلال طلبات الاحاطة عن وقائع الفساد والتي تناقش في المجالس المحلية بالرغم من أنهم كانوا يمثلون الحكومة التي صنعت هذا الفساد وكانوا الحارسين علي القوانين التي صنعوها لحراسة هذا الفساد.