ما بين الثورة والثورة المضادة هناك ثورة ثالثة وهي الثورة الموازية وما اقصده هنا بالثورة الموازية هي التحرك والدفع بالمجتمع في اتجاه مواز للإصلاحات السياسية من تعديلات دستورية وغيرها من قوانين جديدة لتنظيم الانتخابات التشريعية وفي تقديري ان الثورة الموازية لا تقل خطورة واهمية عن ثورة 25 يناير فنحن علي سبيل المثال في حاجة الي ثورة في السلوك خاصة في الشارع فلابد من الالتزام بقواعد المرور والنظافة والانضباط وتلك المظاهر الحضارية تمثل العنوان الحقيقي للمجتمع امام الاجانب وحتي ابناء الوطن. فقد يبدو ان الالتزام بالاشارات المرورية أمر بسيط ولكني اراه عظيما جدا لإنه يعني الانتصار للقانون ويمثل ذلك مؤشرا علي مدي التزام الناس بالقواعد وتأكيد هيبة الدولة هذه الثورة الموازيه لابد ان تضع ميثاقا غير مكتوب بين الجميع علي اننا المستفيدون من انضباط الشارع وليس رجال الشرطة وبالتالي لابد ان يكون حرصنا شديدا علي تحقيق هذا الانضباط. نحن ايضا في حاجة الي ثورة موازيه في الالتزام بقواعد العمل والانتاجية والجودة والامانه في الاداء والقضاء علي الفهلوة، ولا بد ان يكون لدينا قناعة بأن الواجبات تسبق الحقوق وهو مايعني ان اؤدي واجبي بمنتهي الجدية والامانة تجاه عملي ووطني قبل البحث عن حقوقي. نحن في حاجة ايضا الي ثورة موازية في مجال محو الامية فلا يعقل اننا نتحدث عن مجتمع ديمقراطي وحديث يريد ان يأخذ بناصية العلم والتقدم للوقوف في صف واحد مع الدول والامم الناهضة والحديثة بينما هناك الملايين من أبناء الشعب لا يقرءون ولا يكتبون. وأن كانت التعديلات الدستورية والسياسية هي من أولويات السياسيين فإن اصلاح الاقتصاد والجوانب الاجتماعية والمعرفية والصناعية والإنتاجية لا تقل أهمية فلا معني للديمقراطية في ظل الفوضي ولا قيمة للحرية في مجتمع يعاني الفقر والجهل. المزيد من مقالات هانى عمارة