في كل مرة تثور فيها الشعوب في بلاد العالم الثالث عامة, والعربية خاصة, وتحدث المواجهة بين حكام تلك الشعوب, وأعوانهم من الوزراء والمساعدين والتنفيذيين, يحاول كل طرف منهم النجاة بنفسه, والقاء التبعة والمسئولية علي الآخر!. فالحاكم يتذرع بأنه لم يكن يعرف!, وأن المحيطين به هم الأشرار, الذين أخفوا الحقائق عنه, وارتكبوا الجرائم والموبقات!. أما الوزراء والمساعدون فيقولون: إن الحاكم لم يترك لهم شيئا يديرونه بأنفسهم, وأنه كان يمسك زمام الأمور كلها, وأنهم في النهاية مغلوبون علي أمرهم!. وبين الموقفين المتناقضين تنوء الشعوب بالمشاكل والمخاطر التي تنبع من نظم الحكم الفردية التسلطية. وفي جميع الأحوال: لا يمكن إعفاء الحاكم من مسئولية عدم معرفته, ولا إعفاء أتباعه بحجة أنهم كانوا منفذين فقط, وأن القرارات والأوامر كانت تأتيهم من أعلي!. إن أبسط مبادئ الديمقراطية, ومعني مسئولية الحكم, لو طبقناها لجنب البلاد والشعوب مخاطر النزاعات وعاش الجميع في سلام. مهندس جمال علي عبد الغني جامعة المنيا