ميدان التحرير بالقاهرة, بعد أن أصبح مقصدا للزائرين الأجانب, علي النحو الذي بتنا نراه يوميا, بدون أن نسمع- ويا للدهشة- عن قيام زائر عربي واحد بتفقده.. نقول: لماذا لا يزداد الإهتمام والعناية بميدان التحرير وتجميله وتزيينه؟ ولماذا لا يتم الإنتهاء السريع من الأعمال الإنشائية القائمة علي أرضه منذ سنوات؟ ليتنا نستعين بالأصدقاء الصينيين لمساعدتنا في التطوير والإنجاز. ميدان التغيير قبالة جامعة صنعاء, هو النقطة التي إنطلقت منها شرارة الثورة اليمنية المجيدة وأطاحت برأس نظام عربي فاسد ومستبد آخر- لتدخل تلك الساحة التاريخ من أوسع أبوابه, شأنها في ذلك شأن ميدان التحرير بقاهرة المعز, وساحات تونس الخضراء. أنظار العالم ظلت مسلطة في إتجاه ساحة التغيير بصنعاء وقد دوت في أرجائها قصيدة شاعر اليمن, مجيب الرحمن غنيم, وبدأها بقوله: يا بن علي.. لي منعك.. إحجز شقة للفندم علي.. قبل ما العمارة تمتلي.. منك ومن كل الطغاة. ساحة التغيير في صنعاء سقط فيها عشرات الشهداء والجرحي المطالبين بإسقاط النظام الفاسد المستبد, علي أيدي البلطجية المؤيدين للحاكم, الذين كانوا يتخذون من ميدان التحرير هناك ويا للعجب- نقطة إنطلاق لهم. في ميادين درعا دوت صيحات الحرية ولتنضم سوريا إلي قائمة الدول العربية المطالبة بالإصلاح والتغيير. جيم موير من بي بي سي نيوز لخص الوضع في سوريا بقوله: إن نظام بشار الأسد, غارق في الفساد والمحسوبية, في ظل قوانين طوارئ صارمة مفروضة منذ نحو نصف قرن, وتشترك سوريا في العديد من المؤهلات التي أطاحت بنظامي الحكم في تونس ومصر, وهي المؤهلات ذاتها- التي أدت إلي الثورات في ليبيا واليمن وأنحاء المنطقة العربية. بعد الثورة التونسية بوقت قصير, وقبيل إندلاع الثورة في مصر, قال مسئول سوري رفيع في جلسة خاصة: إنها رسالة لنا جميعا.. يقول جيم موير: أثبتت التجارب أن الخطوات التي تتخذها الحكومات المضطربة, وهي تحت ضغط المظاهرات, تكون عادة متأخرة وقليلة الأثر. من ساحة التحرير في بنغازي, إنطلقت شرارة الثورة الليبية المجيدة ولا تزال تحتضنها وتصر علي حمايتها, حتي يسقط السفاح المجنون الذي حكم علي نفسه بالإعدام.. ويحفر قبره بيده. [email protected] المزيد من أعمدة كمال جاب الله