ماذا ينتظر قادة الدول العربية التي ثارت شعوبها عليهم؟.. أينتظرون أن تتحول إلي خرائب كما حدث في العراق ويحدث حاليا في ليبيا متوهمين أن شعوبهم تحبهم ومستعدة للموت من أجلهم؟ ألم يكفهم ما حدث من قمع وسلب ونهب لأبناء أوطانهم ومن ترد لأحوالهم المعيشية وتخلف لبلادهم اقتصاديا واجتماعيا. ا في فترات حكمهم الميمونة بلا أي منطق وكأنه ليس من بين الملايين أحد يصلح للحكم مثهلم؟ ماذا يريد القذافي الذي يحكم منذ42 سنة بعد كل هذه الفترة التي بدد فيها ثروة بلاده في مغامراته الخارجية الباحثة عن الزعامة ومشروعاته الداخلية الفاشلة بينما لا يجد ستة ملايين ليبي أبسط احتياجاتهم اليومية الضرورية من سكن وغذاء وعلاج وتعليم باستثناء أسرة القذافي وحاشيته والمنتفعين من حوله؟ ألم يكن ليتعلم مما حدث لصدام حسين في العراق الذي جر علي شعبه الخراب والدمار, ثم اختبأ مثل الفئران في جحر حتي أمسك به الأمريكان وتم إعدامه وحاشيته بعد ذلك؟ وماذا يريد علي صالح في اليمن بعد أن اتسع نطاق المظاهرات وانشق عليه قادة في الجيش بمن فيهم أخوه غير الشقيق واستقال عشرات الدبلوماسيين وانضم شيوخ قبائل إلي المحتجين المطالبين بالتغيير بمن فيهم شيخ مشايخ قبيلة حاشد التي ينتمي إليها الرئيس؟ ألم يكفه32 عاما من البقاء في السلطة؟.. أينتظر أن يقاتل الجيش بعضه بعضا أو تحدث حرب أهلية بين القبائل المؤيدة له والمعارضة في بلد يعاني من النزاعات القبلية والصراع بين جنوبه وشماله وبين الحوثيين والنظام وبين تنظيم القاعدة والسلطة؟ وفي سوريا, ماذا ينتظر بشار الأسد؟.. ألا يكفيه بقاء أسرته في الحكم منذ نحو40 عاما وهيمنة حزب البعث وحده علي الحكم؟.. هل يعقل أن يظل بلد محترم محكوما بقانون الطوارئ48 عاما تم خلالها ارتكاب المذابح, وأعمال التنكيل والتعذيب والقتل والاخفاء القسري لكل من رفع صوته أو حتي همس بمعارضة سياسة النظام الديكتاتورية؟ ألم يتعظ بما حدث لحاكمي مصر وتونس؟. ألا يتعظ حكام السودان والجزائر وجيبوتي ويشرعون في التحول إلي حكم ديمقراطي حقيقي لامتصاص الغضب وتنفيس البخار المكتوم قبل انفجاره.