ذهبت شيرين إلي اللواء سعيد, لتشكو له من تعطيل سائقي الميكروباص الدائم للمرور في منطقة الإسعاف, فقال لها لا تقلقي, سوف أرسل معك مروة ومجموعتها لحل المشكلة. اللواء سعيد هو ضابط الجيش المسئول عن تأمين المنطقة ولكن من هي مروة ومن هي مجموعاتها.هي طالبة بكلية تجارة اجتمعت مع عدد من الشباب والفتيات في رابطة من أجل تغيير مصر. كيف بدأت الحكاية؟ مروة, عماد, محمود, وسيم, رحاب وغيرهم, أكثر من ثلاثين شابا وفتاة جمعهم ميدان التحرير أثناء الثورة, وبعد تنحي الرئيس, قرروا المشاركة في بناء مصر التي استردت حريتها. بدأوا بنظافة وتجميل المنطقة في الميدان ودهان أسوار المتحف, وحمايته بالاشتراك مع الجيش, ثم امتد نشاطهم إلي القيام بحملات لتوعية المواطنين. سمر عبداللطيف إحدي المتطوعات تقول: كان معنا كمية من الأدوات والدهانات( أستئذنا الجيش لكي نتحتفظ بها في المتحف, وافقوا ليصبح هنا المقر الرئيسي لنشاط رابطة شباب المتحف. مروة علي, من مؤسسي الرابطة تقول أن الثورة انتهي وقتها وحان موعد العمل والبناء, بدأ الشباب بأعمال النظافة والتجميل في المناطق المختلفة مثل كوبري قصر النيل, الحسين, مصر الجديدة, أو القديمة. ومع الوقت ازداد عدد أعضاء الرابطة ليصل إلي أكثر من سبعين, ولكن تطورت أيضا أهداف الرابطة وأنشطتها من أجل تغيير مصر. أحمد جمال يؤكد أن مصر مش ح تتغير إلا لما احنا نتغير, وتقاطعه رحاب قائلة:, أن الناس تنتظر ما سوف يقوم به الشباب فبناء مصر أصبح مسئوليتنا]. نزل شباب الرابطة للشارع, لتنظيم المرور ونشر الوعي وتعديل السلوكيات. أنشطة مختلفة توضحها مروة: نقوم بتوعية ركاب المترو, بضرورة الإلتزام بأماكن الدخول والخروج, نساعد المشاة وقادة السيارات في أوقات ذروة المرور. وتضيف: بنتكلم مع الناس بالمنطق ونحاول إحياء مشاعر الإنتماء داخل كل واحد منهم, لأن بلدنا لسه بخير وفيها ناس كويسه كتير. يجتمع الجميع يوميا في المتحف ليقسموا أنفسهم إلي مجموعات عمل, تضاف إليها, مع كل إشراقه شمس, مهما وأفكار جديدة, لدفع قطار التنمية والتغيير الي الأمام. أفكار ومشروعات لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية كما يقول أسامة صبري مستطردا أنهم بصدد عمل موقع علي الفيس بوك وتويتر لعرض أهم صور معالم مصر السياحية المميزة في القاهرة والمحافظات وشرم الشيخ والغردقة ويضيف: سوف نعرض صورا لثورة مصر وأخري لمشاهد تعاون الجيش مع الشعب, لدعوة السياح لزيارة بلد السبعة آلاف سنه حضارة ومهد ثورة 25 يناير والتعرف علي من قاموا بها ثم نظفوا أماكنهم بعدها. بالإضافة إلي اتفاق مع مسئولي المتحف للسماح لهم بالتحاور مع رواده من السائحين ومناقشتهم في آرائهم وفي السبل المختلفة لدعوة الملايين لزيارة مصر الحرية بعد الثورة. أفواج سياحية بدأت تتدفق علي المتحف هذه الايام كما يعلق الشباب, في إشارة الي بداية استعادة مصر لمكانتها السياحية. ترويج للسياحة, مشروع لاستصلاح الشباب للأراضي, إنشاء دار للأيتام, تقديم مساندة نفسية للحالات التي تعاني من القلق والاضطراب, مساعدة الفقراء في العلاج وكفالة بعض الأسر, مشروعات كثيرة وأحلام كبيرة لذا فكر الشباب في إنشاء جمعية أهلية, تلملم أفكارهم وتنطلق في إطارها أنشطتهم الاجتماعية المختلفة. جمعية بدأوا في تأسيسها بالإضافة إلي مخاطبة المتخصصين في المجالات المختلفة, للحصول علي الخبرة التي تدعم حماسهم المتدفق. فيضان من الحماس والرغبة في التغيير يتجلي في نشاطهم الدائم وفي جذب المزيد من المتطوعين للرابطة, وكذلك في تشجيع ومساندة أعضاء المؤسسة العسكرية في المنطقة لهم. وكما تقول رحاب: هم دائما في مساندتنا ويساعدونا في تذليل كل العقبات التي تواجهنا. ساعات بل أيام طويلة جمعت بين شباب المتطوعين والجيش أفرزت علاقات إنسانية قوية, تواصل وأقتناع ودعم من كل منهما لدور الآخر, وهو ما جعل مشهد الاستعانة بالشباب في كثير من المواقف مشهدا معتادا كما حدث مع شيرين. ليصفهم اللواء سعيد بأنهم صحبة ورد رائعة, في خدمة مصر.