لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل، فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها ، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس ، أعطوه أو منعوه"رواه البخاري .. إن الإسلام جاء محثا على العمل وجعله شيمة المسلم ومن المعروف أن كثيرا من الأنبياء كانوا يعملون في حرف ومهن مختلفة .. ويقدسون العمل ، فأولهم آدم عليه السلام علَّمه الله صناعة الحراثة ؛أي الزراعة ؛ونوح عليه السلام علمه الله صناعة النجارة ، وداود ؛عليه السلام علَّمه الله صناعة الحدادة ،وقيل: إن موسى؛عليه السلام ؛ كان كاتبًا ، كان يكتب التوراة بيده، وكلهم قد رعى الغنم.وهناك آثار وشواهد تدل على منزلة الاحتراف في العمل والكدح والسعى فى طلب الرزق منها قول النبي صلى اللهعليه وسلم "طلب الحلال واجب على كل مسلم" وقوله :"أيما رجل كسب مالا من حلال فأطعم نفسه أو كساها فمن دونه من خلق الله فإن له به زكاة" وروى عنه ؛صلى الله عليه وسلم ؛: " إن الله يحب المؤمن المحترف ". ويقول عمر بن الخطاب ؛ رضي الله عنه؛ لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول:اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، وإن الله تعالى يقول: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ...} [الجمعة: 10]. ولقد دعا الإسلام إلى العمل والجد من أجل بناء المجتمع وعد العمل من أجل تعمير الأرض من خلافة الله للإنسان على هذه الأرض وأن المرء يثاب علي عمله الصالح في الدنيا والآخرة ،وأن المسلم يأخذ أجره مرتين عندما يتقن عمله يأخذ أجره في الدنيا بأن يرتقي ويتقدم ويعتلى المناصب وفي الآخرة بثواب عظيم بشرط أن يحقق المعادلة "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان مخلصا صائبا" مخلصا يبتغى به وجه الله وصائبا أن يكون حلالا فلا عبرة بإخلاص في عمل حرام لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة وما أكل السبع منه فهو له صدقة وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة "ويرزأ: يأخذ منه وينقصهرواه مسلم.وروى أحمد في مسنده: "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل " فالإنسان مطالب أن يعمل إلى قيام الساعة، فلو قامت الساعة وأنت تزرع فلا ترم ما بيدك بل تمم الزراعة فإنك فى عمل صالح يحسب لك. هذه صرخة أقدمها لكل شباب وفتيات ورجال وعمال وموظفي مصر بل لكل مصري في أي مكان ومجال أن التقدم الحقيقي والوصول إلى ما يبتغيه بلدنا يكون ببذل الجهد والعرق كل في مجاله وكل في موقعه وعمله فلن تتقدم مصر بالكلام ولا بالشعارات وإنما بالعمل الجاد الدءوب وإنكار الذات والبعد عن المصالح الخاصة وتقديم المصلحة العامة فمصر في خطر حقيقي يحتاج إلى تضافر الجهود وتقديم كل غال ونفيس للعبور بر الأمان ..مصر تحتاج إلى وقفة صادقة مع النفس من الشرفاء والمخلصين لأننا جميعا ركاب سفينة واحدة إن نجت؛ نجت بكل من عليها وإن غرقت ؛لا قدر الله ؛ستغرق بكل من عليها.. المزيد من مقالات حماده سعيد