بالرغم من سياسة الانحياز التي ظلت الولاياتالمتحدة تنتهجها في منطقة الشرق الأوسط, الا أن ثورة25 يناير كسرت انحياز أكبر الدولة العظمي الأولي في العالم, ودفعت ساستها للرضوخ لإرادة شعب أصر علي التغيير . من أجل الحرية والديمقراطية. السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي قال- في لقاء جمعه بطلبة وطالبات الجامعات والمدارس المصرية-:' لم يكن لدي الولاياتالمتحدة خيارا آخر في المنطقة غير التعامل مع الرئيس السابق حسني مبارك'. وفي الوقت الذي أثني كيري فيه علي دور مبارك في إدارة عملية السلام, إلا' إنني كنت من اوائل من تنبؤا بما سيحدث, وطالبت مبارك بالتنحي فورا'. كيري أشاد بدور الشباب المصري المتحضر الذي وقف أمام الدبابات وأصر علي أن يسجل رأيه من ظلم وانتهاكات كثيرة عاناها هذا الشعب العظيم لسنوات طويلة, لكنه نصح الحاضرين بضرورة استيعاب مرحلة التحول الديمقراطي جيدا, والتي لن تستغرق أسابيع أو شهور انما تحتاج لفترة أطول. وقال السيناتور:' بناء الديمقراطية أصعب بكثير مما مضي, إلا أن الأمر يستحق بذل أكبر جهد لخلق حياة أفضل للآخرين; فالديمقراطية هي تنافس الآراء والمحاربة بسلاح الحقيقة, لذا أعتقد أن من أولي الخطوات نحو الديمقراطية هو إعادة بناء البلاد علي أسس الحرية والتعددية الحزبية التي تضمن المشاركة السياسية في عملية التحول الديمقراطي, فضلا عن الخطي الإقتصادية التي يجب أن تتبع'. واستطرد قائلا:' مصر هي منجم السياحة, إلا أن هذا المنجم لا يستخدم بشكل صحيح ليصبح مصدرا رئيسيا للدخل القومي'. من جهة أخري, أعرب كيري عن سعادته البالغة في حال موافقة الكونجرس علي إسقاط الديون المصرية الخارجية لدي أمريكا, وقال' لقد طلبت من الكونجرس تقديم الدعم الكافي لدعم المشاريع الصغيرة في مصر لمساعدة الإقتصاد علي الانطلاق, مؤكدا في ذات السياق علي عملية اصلاح جديدة للمعونة التي تقدمها أمريكا لمصر وطرق التعامل معها والحد من الفاقد منها'. وردا علي سؤال حول امكانية مساعدة واشنطن لمصر في مجال التعليم الذي هو أساس ارتقاء الشعوب, أوضح كيري أنه علي الرغم من أن هذه النقطة غاية في الأهمية لارتفاع معدل الأمية كبير, إلا أنه أوضح أنه ليس في استطاعة واشنطن وحدها العمل علي هذا الإصلاح, حيث تجب مشاركة الدول الأوروبية والعربية للنهوض بالعبء المالي الذي تتطلبه هذه المهمة. وبمرور الوقت, اكتسب اللقاء بين الشباب والسناتور الأمريكي مزيدا من السخونة, حيث طرحوا عليه سؤلا عن موقف بلاده في حال وصلت جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم في مصر, فقال إنه يعلم أن داخل الجماعة فصيل معتدل ومتوازن دينيا وسياسيا, وأن الأغلبية تريد التسامح والاستقرار, وهو ما يلتقي مع ما دعت له الثورة من حرية العقيدة,' ولكن يبقي الأمر رهنا بإرادة الناخب الذي سوف يذهب الي صندوق الاقتراع, حيث تتحول جموع الأصوات إلي رغبة الشعب'. وقال إنه يحترم العملية السياسية في مصر, مشيرا تناقض رغبة البعض في المنطقة ما بين رغبتهم في انحياز بلاده إلي مواقف معينة من ناحية, ورفضهم تدخلها في شؤون المنطقة من ناحية أخري! وعن ملف المصالحة العربية مع اسرائيل قال كيري انه يشعر بالهلع في أي مكان يذهب اليه نتيجة لغياب السلام في المنطقة;' لذا سأحاول إقناع الإسرائيليين بأن التغيرات التي تحدث في المنطقة العربية الآن تتيح المزيد من أجل صنع السلام, مشيرا إلي أن أوباما هو أول رئيس أمريكي يجعل من قضية بناء المستوطنات الإسرائيلية قضية عامة, إلا إنه عاد فقال إن الأممالمتحدة ليست مكانا لحل هذه المشكلة فيجب اقناع الطرفان بضرورة صناعة السلام هذه الأيام. وحول الضربة العسكرية التي توجهها بلاده لليبيا قال جون كيري:' إن ما يثار حول مطامع الغرب في ثروات ليبيا النفطية خاطيء, ولكننا نحاول فقط الحفاظ علي مصالحنا, بالإضافة إلي أن أمريكا لم تتحرك وحدها في الضربة العسكرية الموجهة لنظام العقيد الليبي, وإنما تشاركها دولا غربية وعربية, وبموافقة من جامعة الدول العربية, علي حد قوله. وأضاف كيري:' لم يكن بمقدورنا محاربة دولة إسلامية وحدنا, الا ان المعارضة الليبية المسلمة- أيضا هي التي طلبت ذلك, وتم عرض الامر علي مجلس الأمن ووافقت الأغلبية في التصويت وامتنعت بعض الدول الاخري عنها الا انها لم تعترض.