يجب أن ينتهي سباق التتابع الي الميادين والأرصفة, فقد قال شباب الثورة كل شيء واستجابت الدولة الي كل شيء.. ولم نعد في حاجة الي مظاهرات واعتصامات وتجمعات وافتعال الغضب, يجب أن ننصرف الي أعمالنا, الي بيوتنا, الي حاضرنا, أملا في مستقبلنا. من حق المظلوم أن يصرخ ويقول آه, ومن ألف أو مليون مواطن ومن حق العاطل ومن حق المريض. وقد قلنا. وتعالت أصواتنا ومطالبنا وسمعنا العالم فلم ينكر موقفا واحدا لشباب الثورة. فثورتنا مفاجأة كبري. ففي التاريخ أن الثورة تتكون وتتشكل وبعد ذلك تنهض بركانا يدق الفساد أينما كان ولكن ثورة شبابنا فاجأتنا بالنظرية والتطبيق في لحظة واحدة. فنفخت في النظام المتهالك فسقط كأنه من القش أو أوراق الكوتشينة. المفاجأة صاعقة والنظام هزيل. وكان ما كان ونحمد الله علي ما حدث وما سوف يحدث بعد ذلك. وسوف أحكي مرة ثالثة ما رأيت في اليابان درسا وعبرة, فقد ذهبت الي أحد المصانع وكان لابد أن أستحم قبل أن أدخل حتي لا أنقل ذرات التراب الي قاعات العمال وارتديت ملابس بيضاء وكانت القاعة مخصصة للبنات يركبن جزءا من التليفزيون بأصابعهن الرقيقة البارعة.. وأن الإنسان الآلي لا يستطيع ذلك ولاحظت أن إحدي العاملات قد لفت شريطا حول ذراعها فسألت إن كانت هي كابتن الفريق. فقيل: لا.. لا.. أنت غلطان أن هذه الفتاة لها شكوي وأرادت أن تلفت النظر اليها وقد ذهب اليها أحد المشرفين وعرضت شكواها وهي تعمل ونزعت الشريط وهي تعمل ولم تستغرق الشكوي والرد عليها إلا بضع دقائق. فلا تظاهرت ولا تظلمت ولا وقفت علي الرصيف ولا عطلت العمل وانتهي كل شيء في لحظات!. [email protected]