الثورة الشعبية المصرية التي اطاحت بحكم مبارك كانت ضرورة وطنية حتي يبرأ المجتمع المصري من العلل السياسية التي كرسها في واقع المواطنين وحياتهم نظام مستبد وفاسد, فقد تعمد ذاك النظام تفريغ مفهوم المواطنة من مضمونه, وحوله لمجرد شعار مخادع. وليس أدل علي ذلك من مصادرة حق المواطن في إبداء رأيه والإدلاء بصوته في أية انتخابات, فقد كان أذناب النظام وقواه الأمنية القمعية, وأقطاب الحزب الحاكم لا يدخرون وسعا في تزوير الانتخابات علي نحو ما حدث في فضيحة برلمان.1102 ولأن صوت المواطنين لم يكن يحظي بأي اعتبار, فقد أدي هذا إلي عدم مشاركة الجماهير في الانتخابات.. ومن ثم لم يكن ممكنا الحديث عن أي حياة سياسية حقيقية. ولأن ثورة52 يناير قد غيرت المشهد السياسي, واسترد الوطن عافيته, واسترد المواطن صوته الانتخابي, وحقه في إبداء الرأي بحرية.. فقد كانت مشاركة الشعب في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية مشاركة غير مسبوقة. وهذه المشاركة تؤكد انه لم يعد ممكنا لأحد, أو لأي قوة سياسية أو حزبية أن تتلاعب بطموحات الشعب وحقه في ارساء نظام ديمقراطي يرتكز علي مفهوم تبادل السلطة عبر صناديق الاقتراع. وهذه المشاركة الجماهيرية غير المسبوقة, تنم كذلك عن وعي شعبي تبلور في ميادين الثورة في كل المحافظات المصرية بحق المواطنين في حياة كريمة تتوافر في ظلها الخدمات الأساسية وصولا إلي تحقيق العدالة الاجتماعية. لقد برهن الشعب في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية عن تطلعه إلي حياة سياسية ديمقراطية ينفسح في ظلها المجال للرأي والرأي الآخر. وبهذا يتقدم الوطن, وينهض.