االرئيس صاحب الشعبية رئيس سيئب مثل إنجليزي يؤمن به الشعب الانجليزي المتحضر في كل مناحي الإدارة. لأن الرئيس الجيد لا يجيد دفع الفواتير أو إرضاء المحاسيب. مايجيده فقط هو دفع مؤسسته للأمام. ونحن الآن أمام دعوة السيد الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء والمشرف علي المجلس الأعلي للصحافة بانتخاب عدة أسماء لتسهيل عملية اختيار رؤساء تحرير المؤسسات القومية. ومع احترامي الكامل لهذه الدعوة وما سيترتب عليها من معارك, فإنها لا تصلح لمؤسسة إعلامية عريقة مثل الأهرام, فهناك فرق عظيم بين اختيار رئيس لجمعية أهلية, ومؤسسة صحفية, فالأول يمكن أن يرأس الجمعية بالانتخاب ويجيد لأنه يتعامل مع عدة مئات من الأعضاء, وهو منصب لا يحتاج الي قدرات خاصة بشكل كبير. أما منصب رئيس التحرير فهو شخص يفترض أن يقود الأمة الي آمالها ويعبر عنها في آلامها, ويساهم بشكل كبير في تشكيل وجدان أبناء الوطن, ويعلم كل من يمتهن الصحافة في مؤسسته بعد25 يناير المعاني الحقيقية للمسئولية الاجتماعية للصحافة بعد أن انتقلنا بشكل تلقائي من مرحلة الصحافة السلطوية الي صحافة المسئولية الاجتماعية. فخطأ الطبيب يودي بحياة شخص واحد, أما خطأ الجهاز الإعلامي فيودي بحياة جيل كامل. فنحن لا نريد أن يستهل رئيس التحرير المنتخب حياته بتسديد فواتير لمن وقفوا بجانبه في هذه الانتخابات, فنحن في مرحلة بناء وليس مرحلة تسديد الفواتير بنتائجها المختلفة التي ستعود بالمؤسسات الصحفية الي الخلف عشرات السنين. فكل مؤسسة تتطلع الي رئيس تحرير يقودها الي الأمام من خلال مشروع مهني وطني يشارك فيه الشباب ويدفعه قدامي الصحفيين. كل مؤسسة تتطلع الي رئيس تحرير يفطن الي معاني المسئولية الاجتماعية للصحافة والإعلام بالكامل حتي نكون قاطرة هذه الأمة الي البناء, كل مؤسسة تتطلع الي رئيس تحرير لا يحمل أي دفاتر لفواتير سابقة يمكن أن تودي بمستقبل هذه المؤسسات. كل مؤسسة تتطلع الي رئيس تحرير يضع المهنية علي رأس همومه ويفتش عنها داخل صالة تحريره ويدفع أصحابها الي الصفوف الأمامية. من تنطبق عليه هذه الشروط يتعين اختياره فورا بدلا من أن نكبله بقيود من اختاروه رئيسا للتحرير عن طريق الانتخابات. كل المرشحين زملاء أفاضل وكلهم يصلح لهذه المهمة, ولكن ليس عن طريق الانتخاب. وكلنا يعرف أن اختيار الدكتور يحيي الجمل لم يكن عن طريق الانتخاب, ولكن بالتعيين, وهو المشرف علي المجلس الأعلي للصحافة؟! فالمجلس العسكري لم يجر انتخابات علي هذا المنصب بل وضع معايير ورأي أن الدكتور يحيي أفضل من تنطبق عليه هذه المعايير. وهكذا يجب أن يكون اختيار رئيس التحرير, ومن سيتم اختياره سنعاونه جميعا من أجل مصلحة مؤسساتنا الصحفية. ويجب ان نتوقف عن التسريبات التي تتم لانها تحرق اي اسم يظهر علي الساحة فالمهم ان نحافظ علي الجميع.