تقرير - أماني ماجد: اعتبر كثير من المحللين أن الحشد الاسلامي قبل الاستفتاء أثر علي نتيجته النهائية, ورأي البعض الآخر أن الايام المقبلة ستحمل جذبا أقوي من الإسلاميين لمزيد من التأثير. مما طرح تساؤلات عن الحجم الحقيقي للحركات الاسلامية في مصر وعلاقته بالازهر الشريف أو بمعني ادق خريطة هذه الحركات ومدي التأثير الذي يمكن ان تحدثه في الشارع المصري. في الحقيقة فإن رسم خريطة الحركات الاسلامية في مصر الآن يستلزم أدوات كثيرة منها ما يرتبط بالزمان ومايرتبط بالمكان.. وثالث بالتوجهات والمناخ السياسي العام, وآخرها ينتهي الي شكل الخريطة المتباين والذي تتنازعه جهات عديدة.. اخوان, سلفيون, جهاديون, دعاة جدد, أزهريون, جماعات اسلامية. الزمان يستدعي العودة بعقارب الساعة الي عدة عقود سابقة, حيث بدأ الازهر الشريف, الذي يعده بعض المحللين من الحركات الاسلامية التقليدية وكان تأثيره قويا, واعتبر مفرخة للعديد من الحركات, لكن بشكل غير مباشر, حيث تخرج الكثير من الاساتذة في الستينيات والسبعينيات وطاروا الي المملكة العربية السعودية يحملون العلم الشرعي الوسطي المتميز, لكنهم تأثروا بالاتجاه الوهابي, وأصبح الكثير منهم يحمل درجة امتياز في هذا الاتجاه الذي يراه البعض متقاربا مع الحركة السلفية, ومن ثم نقلوا فكرهم من خلال الكتب الدراسية الي طلابهم. وعلي الجانب الاخر في أوائل القرن الثامن عشر نشأت جماعة الاخوان المسلمين واستمرت ما بين صعود وهبوط في مراحل كثيرة يصعب حصرها في هذه العجالة, ومرت هي الاخري بسنوات الاعتقال والتضييق الأمني والحظر, حتي وصلت بعد ثورة يناير الي انفراجة سياسية غير معهودة, من وجود شرعي الي انفتاح اعلامي الي الإعلان عن حزب جديد.. الي لافتات تعلق في النور للدعوة للاستفتاء ب نعم. وشهدت أواخر السبعينيات صعود الجماعات الإسلامية الطلابية الي درجة ملحوظة لتتوغل في المجتمع المصري الذي أصبح يعج من وقتها بالكثير من التيارات والأفكار الإسلامية, فكان الاتجاه السلفي الذي يحلو لبعض المحللين ان يقسموها الي ثلاث اتجاهات( التقليدي والحركي والدعوي), بينما يري البعض الاخر من المحللين ان هذا التقسيم بات لامحل له من الإعراب, مشيرين إلي أن السلفية أصبحت متشعبة ومتشابكة, لكن من الصعب الفصل بينها ولا يستطيع احد ان يغفل دور بعض الجمعيات التي مثلت اتجاهات في الفكر الاسلامي هي الاخري مثل الجمعية الشرعية التي نصحت بالموافقة علي التعديلات الدستورية, وجماعة انصار السنة المحمدية, فضلا عن بعض المشايخ الذين يحظون بشعبية كبيرة مثل الشيخ محمد حسان والشيخ محمود المصري وحسين يعقوب, وغيرهم من شيوخ السلفيين الذين شكلوا مجلسا أطلقوا عليه اسم مجلس شوري العلماء. والمعروف ان السلفيين ليس لهم رأس هرمي ولاتنظيم مثل الاخوان او الجماعة الاسلامية, لكن لكل شيخ منهم اتباعه,, والمسح المكاني السريع للحركات الاسلامية في مصر, يشير الي توغل التيار السلفي في الاسكندرية, وفي القاهرة وفي عدد من الاماكن الشعبية, وكذلك يحظي الوجه القبلي في مصر بحضور سلفي, بينما يوجد الاخوان في كل القري والنجوع بشكل منظم ومعروف للكافة, في حين مازالت فلول الجماعات الاسلامية والجهاز متفرقة. في هذه الخريطة غاب الازهر بعد ان تم التضييق عليه منذ ثورة 1952 , وغابت وسطيته لتحل محلها مايطلق عليه البعض تشدد التيار السلفي, حيث يتناقض المنهج الازهري مع السلفي.. وكان من اللافت ان شيخ الازهر الحالي الدكتور أحمدالطيب قرر اعادة تدريس كتب الازهر التراثية القديمة ليبتعد عن المنهج السلفي, لكن اللافت ايضا ان مساجد الاوقاف فتحت ابوابها للسلفيين مما اعتبره البعض ضعفا من القائمين علي العمل بالوزارة, بينما رأي البعض الآخر انه انفتاح علي تيار شديد الشعبية. أمامنا إذن رقعة شطرنج حرك فيها النظام السابق قطع التيار الاسلامي لمصلحة أو ربما لإحداث توازن ديني علي الساحة.. حيث حارب الاخوان بالوجود السلفي.. فتوغل السلفيون وأصبحت لهم شعبية كبيرة جدا رغم عدم وجود مركزية للقيادة, وإستطاعوا تحريك الكثير من جماهير الاستفتاء.