كتب - محسن عبدالعزيز: أظن وكل ظني إثم أن هناك شيئا خطيرا يدبر من وراء ستار.. شيئا غير واضح.. لكن صورته تبلورت في نتيجة الاستفتاء.. إذ قال 14 مليون ناخب نعم بينما قال 4 ملايين فقط لا. هذه النتيجة المخيفة بالتأكيد لا تعبر عن الثورة.. لكنها تعبر عن الذين يتربصون بها.. النتيجة صحيحة نعم.. جرت في جو ديمقراطي نعم.. لكن كيف وصلنا إليها.. ولماذا هذا الفارق؟ المرعب الذي يذكرنا باستفتاء قبل الثورة.. ظني وأرجو أن أكون كاذبا أن هناك جهة ما ترابض في مكان ما وتملك القوة والمصداقية.. لكنها تلعب لعبة شديدة الذكاء والخطورة.. لماذا؟ لأنها أطلقت كل التيارات الدينية من سجونها وكهوفها.. أطلقتها بالخرافات.. وأعطتها المساجد والمنابر لتحشد البسطاء لقول نعم.. دون أن تكون هناك معارضة قوية تملك إعلاما منافسا.. أو حتي دولة مدنية قوية تحافظ علي أصول هذه الدولة وتحرك إعلامها ليقنع الناس بالعقل بكلمة نعم أو لا.. حتي تكون النتيجة أبعد عن هذا الفارق المهول الذي ينذر بتحويلنا إلي دولة دينية.. لو كانت تلك النتائج مؤشرا علي ما سيحدث في المستقبل.. وأظن أن كثيرا من الناس الآن في حالة رعب.. لأنها بالفعل قد تكون مؤشرا. لماذا يحدث ذلك؟ هذا هو السؤال, وإجابته: إنها اللعبة الخطيرة التي تدور خلف ستائر كثيفة.. وفي اللحظة المناسبة.. وبعد أن نصاب بالرعب من التيارات الدينية وعنفها الذي نعرفه.. نصرخ بأعلي صوت: انقذونا.. لا نريد الديمقراطية.. لا نريد الحرية.. عندها سيتقدم أصحاب اللعبة ليحكمونا بطاغية جديد.. ومستبد جديد.. لينقذنا من التيارات الدينية التي هي عون لكل حاكم مستبد.. وأظن أن ظهورنا الآن بهذا الشكل المخيف ما هو إلا مقدمة لحاكم مستبد جديد.. أرجو أن يكون ظني إثم أحاسب عليه أشد الحساب.. وأن يسلم الوطن من المستبد ومن الجماعات الأكثر استبدادا.