حاول الذهاب لجولة بميدان التحرير ومشاركة شباب الثورة والشعب المصري مشاعرهم وفرحتهم بتحقيق آمالهم.. إلا أنه لم يستطع إنجاز هذه المهمة الاحتفالية التي يقوم بها كل زوار مصر الدوليين بعد نجاح الثورة. بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة سعي جاهدا لرؤية ميدان التحرير, واحتفي به المصريون كعادتهم.. إلا أن بعض الليبيين المتظاهرين والموالين لمعمر القذافي كان لهم موقف مغاير.. هجموا عليه والوفد المرافق له, وهموا بالاشتباك معه وقطع الطريق عليه فور خروجه سيرا علي الأقدام, عقب لقائه مع عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية. وعلق بان كي مون علي ما حدث له صباح أمس في ميدان التحرير, أنه لم يكن يتوقع مثل هذا الترحيب, ولكن هذا المجتمع حر وله حرية التعبير عن رأيه سواء كان مؤيد أو غير مؤيد, وأنه علي استعداد لتلقي أي تعبير عن الرأي مؤيدا كان أو معارضا.
بان كى مون :المصريون يقومون ببناء هرم جديد للديمقراطية أكد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة أن المصريين هم الفراعنة الذين يتطلع لهم العالم حتى يكونوا مصدر إلهام ويقومون ببناء "هرم جديد" وهو الديمقراطية في العالم العربي.. وقال إنه يجب أن يقوم المصريون بتمهيد الطريق لأساس قوي نحو انتخابات حرة ونزيهة ودستور جديد يتسق مع حقوق الإنسان الأساسية وسيادة القانون. وأضاف بان كى مون أن المجتمع الدولي والأممالمتحدة يمكنهم أن يقدموا مساعدات نحو تحقيق الديمقراطية في مصر التي هي ملك للمصريين ويقودها المصريون ولا يستطيع أحد التدخل في الشئون الداخلية، معربا عن شعوره بالفخر والإعجاب بما أنجزه المصريون نحو بناء مستقبلهم. جاء ذلك في الكلمة التى ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة في لقاء عقد قبيل مغادرته القاهرة مساء اليوم "الاثنين" تحت عنوان "الأممالمتحدة وعالم عربي متغير" في ساقية الصاوي بحضور عدد من مسئولي الأممالمتحدة والقيادات الدينية من بينهم مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة والداعية الإسلامي عمر خالد ومعز مسعود ورجال الدين المسيحي من مختلف الطوائف وممثلي المجتمع المدني . وطالب بان كى مون الحاضرين بالوقوف دقيقة حدادا علي أرواح شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير وبدأ حديثه مخاطبا الحاضرين ب "السلام عليكم"، و"مساء الخير". وأضاف أنه طالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بدعم انتقال سلمي للسلطة والاستماع لصوت المجتمع وإنهاء حالة الطواريء قبل الانتخابات والعمل علي عدالة ونزاهة الانتخابات وقفا لخارطة طريق توضع مسبقا فضلا حوار وطني شامل يغطي كافة الأطراف ويمثل جميع المجتمع . وأوضح أن الأممالمتحدة علي استعداد لتقديم الدعم حيث لها خبرات واسعة في مساعدة الدول التي تمر بمرحلة انتقالية مثل ما حدث في أوروبا وأمريكا اللاتينية، وقد ساهمت المنظمة الدولية في إجراء انتخابات حرة ونزيهة وبناء مؤسسات أهلية ومدنية، مطالبا المجتمع الدولي بتقديم المساعدة الفنية لمصر. وقال: إن الأممالمتحدة تقدم المساعدة على مواجهة زيادة أسعار الغذاء التي يصعب على المواطن المصري أن يلبي احتياجاته، مشددا علي أهمية توفير التعليم والرعاية الصحية للمصريين والتي لا تعد رفاهية وإنما من حقوق الإنسان الأساسية.