الإقبال الكبير علي المشاركة في الاستفتاء أمس, ووقوف الناخبين في طوابير أمام اللجان وهم سعداء لحرصهم علي الإدلاء بأصواتهم, هو رسالة مهمة تؤكد أن الشعب المصري لديه وعي سياسي كبير, وأنه كان بحاجة فقط إلي نظام إيجابي بلا تزوير حتي يشارك بقوة ويحدد مصيره. لقد عشنا سنوات طويلة لم يكن المواطن يثق بالعملية الانتخابية لأن صوته لم يكن له أي قيمة, بسبب عمليات التزوير والتلاعب في أوراق الاقتراع, لذلك كانت نسبة المشاركة في أي انتخابات متدنية للغاية. واليوم, وبعد ثورة52 يناير شعر كل مواطن أن صوته يمكن أن يحدد مصير مجتمع كله, فجاءت هذه المشاركة الكبيرة من مختلف الأجيال والفئات لتحول الاستفتاء إلي عرس للديمقراطية. ومن هنا يجب التمسك بمكتسبات ثورة يناير الديمقراطية وعدم التفريط بها, وأن تسود ثقافة الديمقراطية في المجتمع ليصبح صندوق الانتخاب هو الحكم بين الآراء المختلفة, وهو الذي يحدد مسار الحياة السياسية في مصر. وسواء جاءت نتائج الاستفتاء علي التعديلات الدستورية بالموافقة أو الرفض, فإننا جميعا ملتزمون برأي الأغلبية, ولنبدأ فورا في إعادة ترتيب البيت المصري من الداخل في ضوء هذه النتائج, وإعادة بناء مؤسسات الدولة علي أسس صحيحة تحقق كل ما نصبو إليه. ولنبدأ العمل معا, كل من خلال موقعه, لنعيد عجلة الاقتصاد المصري للدوران, ولنتجاوز أي خسائر أصابته, ولنثبت أن التغيير السياسي لن يلهينا عن الإصلاح الاقتصادي, بالعمل ومكافحة الفساد واسترداد أموالنا المنهوبة.