كتب عبدالجواد علي ومصطفي شعبان وعادل الديب: بدت صورة الاقبال علي الاستفتاء هذه المرة مختلفة تماما عن المرات السابقة, فقد توافد الشباب بأعداد غفيرة علي لجان التصويت وتراصت طوابيرهم في تحفز بادي علي الوجوه الباسمة المتفائلة والواعدة بالخير لمستقبل أفضل لمصر. وقد جاء حرص الشباب علي المشاركة في إبداء الرأي حتي تكون النتيجة تعبيرا حقيقيا عن روح غالبية أبناء الوطن وحماية منجزات ثورة25 يناير2011 من المتربصين بها إما لاجهاضها أو خطفها لتحقيق طموحاتهم في السيطرة علي الحكم وتوجيه البلاد وفق أجنداتهم الخاصة أو المرتبطة بتيارات سياسية أو عقائدية قد لاتكون تعبيرا عن روح المجتمع المصري ولكنها ربما تكون الأكثر تنظيما وقدرة علي التلاعب بمشاعر الناس تحت ستار الدين تارة أو الليبرالية تارة أخري. وفي لجنة مدرسة الخديوي إسماعيل بحي بالسيدة زينب بالقاهرة وأمام مقر اللجنة الخارجي وقفت ناشطة سياسية تدعو الناس للتصويت ب لا وقد علا صوتها وهي تضع عبارة لا في عدة بادجات علي ظهرها وصدرها وعلي كتفيها الأيمن والأيسر وأمسكت بيدها كاميرا فيديو تصور بها الناس الداخلين إلي اللجنة للتصويت لترصد تعبيراتهم المرسومة علي الوجوه علي حد قولها لتكون سجلا في أرشيف ثورة الشباب المصري, وتقول أن اسمها مروة السيسي من شباب الثورة وهي تري علي حد تعبيرها أن التصويت ب نعم سوف يجهض ثورة الشباب وسيعطي شرعية لاستمرار نظام الحكم البائد وذلك في صورة تغيير للأشخاص فقط, وقد ثار غضب الناشطة وانفعلت بحدة كبيرة حينما أشار إليها بعض المواطنين بأن الناس عندها من الوعي الكافي مايجعلها تقدر الأصلح, وهم ليسوا في حاجة إلي تذكيرهم بذلك وأنه لا يصح الدعاية عن وجهة نظرها في محاولة لعرضها علي الآخرين مما يعني ديكتاتورية فرض الرأي علي الغير.. وقد ردت الناشطة الشابة في غضب شديد وهي تقول إن الجهل منتشر بين الناس وأنها تريد التحذير من خطر أصحاب الفكر المغلق الداعي لفرض الرأي علي الناس تحت تأثير دغدغة المشاعر الوطنية أو الدينية. وعندما تدخل بعض رجال الأمن لفض المشاجرة بينها وبين عدد من المواطنين صاحت بأعلي صوتها بأنها مصرة علي الاستمرار في مهمتها لأنها مكلفة من قبل شباب الثورة بتوعية المواطنين وحمايتهم من آثار الأفكار المضادة لثورة الشباب المصري.. وهي تصيح ياناس صوتوا ب لا لمصلحة الوطن ومن أجل التحول الحقيقي تجاه الديمقراطية والحرية وأعلنت أنها باقية علي هذا حتي نهاية التصويت. وعلي صعيد آخر أخذ الاتجاه في التصويت اتجاهين متوازيين بين الناس وكل يريد التغيير فعلا ولكن الخلاف فقط علي الوسيلة أو الأسلوب الذي يحقق هدف التغيير.. يقول كريم نصر محمد انه يفضل التصويت ب لا لأنني أريد دستورا جديدا تماما لأن ثورة الشباب أسقطت الدستور الحالي والذي كان تعبيرا عن مرحلة انتهت بقيام هذه الثورة وبالتالي انتهي معها دستورها مؤكدا في نفس الوقت أن التصويت بنعم سوف يكون بمثابة إقرار ببقاء الدستور القديم في صورة مرقعة ولا يكون تعبيرا عن إرادة التغيير التي ضحي من أجلها الشباب وسقط من أجلها مئات الشباب الذين وهبوا أرواحهم الذكية من أجل الحرية والديمقراطية في صورة دستور جديد تماما. وتقول المواطنة ريهام عباس خليل انها تؤيد التصويت بنعم ونعم تعني التمسك بالاستقرار واستمرارية المسيرة الوطنية بعد تنظيفها من شوائب الفساد والديكتاتورية وهي تري أن هذه التعديلات الدستورية التي يتم التصويت عليها كفيلة بالقضاء علي سلبيات الحكم الفاسد للنظام السابق ثم الانطلاق نحو الحرية والديمقراطية الحقيقية.