كتب - عطية أبوزيد: سيارة فاخرة تقف أمام برج العاشر بشارع إسماعيل المرشد, يهبط السائق ويسأل عن الحارس, ينهض عبدالمجيد ليلبي طلبه. يسأل السائق بمنتهي الجدية: فيه شقق فاضية.. يجيب عبدالمجيد فيه 180 م و 200 متر. يرد السائق: الشيخ يبحث عن شقة 200 متر فأكثر. كان الشيخ عبدالله أحد الجالسين علي المقعد الخلفي للسيارة. وصعد الشيخ عبدالله مع الحارس عبدالمجيد الي الشقة المقصودة, وتفحصها بكل دقة وطلب من عبدالمجيد أن يتصل بصاحبها من تليفونه المحمول وسوف يدفع له ثمن المكالمة. وتحدث الشيخ عبدالله مع صاحب الشقة, وحتي يثبت جديته أعطي رقم تليفونه المحمول لعبدالمجيد لكي يطلبه ويتأكد من صحته. وهبط الجميع والحديث الودي دائر بين الشيخ عبدالله والحارس عبدالمجيد بأنه فوضه في تحديد ميعاد مع صاحب الشقة وسوف يدفع له ثمن المكالمات فورا, وأخرج عبدالله عدة ورقات فئة 20 دينار كويتي وتحجج بعدم وجود عملة مصرية معه وكذلك عملات كويتية فئتها صغيرة. وطلب من عبدالمجيد أخذ 20 دينارا كويتيا مقابل 250 جنيها والباقي مقابل مكالماته ومجهوده. بدأ عبدالمجيد يتحسس جيوبه وحافظة نقوده فلم يجد معه سوي 150 جنيها فوافق الشيخ عبدالله وألقي بها أمامه بإهمال في تابلوه السيارة حتي يقنع الجميع بجديته. وفرح عبدالمجيد بما حصل عليه, وذهب الي مكتب الصرافة ليغير الدنانير التي حصل عليها, وفوجيء بأن هذه الورقة تم إلغاء تداولها بعد تحرير الكويت منذ عشرين عاما!