تعلمت أن أحترم الخضرة وألا أقطع وردة في حديقة شجرة الدر بالمنصورة, وتعلمت أن أحضر أفراح جيراننا المسيحيين وأهنئهم بالأعياد أيضا في مدينة المنصورة, وأنه لا فرق بيننا كلنا مصريون علي أرض هذا الوطن...وإعتدت أن أري الشوارع جميعها تغسل مساء بالمياه المدينة تنام الحادية عشرة وهدوء تام حتي المقاهي لا يخرج منها أي صوت, اللهم باستثناء صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يتهادي إلي أسماعنا خارجا من الراديو في محال البقالة. كانت المدينة تصحو مبكرا جدا ونجدها في أروع صور النظافة والبهاء. .......... كنت أشعر بغيرة أقاربي الذين يعيشون في محافظات أخري لأنني أعيش في المنصورة.. ........ وتبدل الحال منذ سنوات أصبحت القذارة والمخالفة هي الأساس في كل شيء, كنت عندما أزورها أشعر بأنها تبكي, وتتحسر علي سنوات البهاء ولا تجد من يسمع شكواها. وعاني شعب المنصورة سنوات عديدة من الإهمال والتهميش, ونقص الخدمات وقصور التنمية بعد رحيل اللواء سعد الشربيني المحافظ الذي حمله الناس علي الأعناق. ........ في زيارتي الأخيرة للمدينة منذ نحو ثلاثة أشهر, لم أصدق عيني وظننت أنني أخطأت المدخل, وشعرت بأن الحال بدأ يتبدل. عادت الخضرة مرة أخري..وانتشرت.. ووزعت صناديق القمامةبألوان مميزة في جميع الشوارع. ........ دار ابن لقمان أهم آثار المنصورة بدأت ملامحها تتضح بعد التطوير ومدينة المنصورةالجديدة في طريقها للإنشاء, بعد أن خصص لها21 ألف فدان.. وبدأ التخطيط لإنشاء متحف المنصورة الكبير..كما بدأت بوادر الاهتمام بالخدمات في ريف المحافظة من مياه وصرف صحي وطرق.. كل هذا وراءه رجل هو اللواء سمير سلام محافظ الدقهلية الذي يحاول وبشكل جديد شحذ همم الجميع بالحوار المتواصل والجولات الميدانية حتي يوجد رأي عام مواكب ومساند للإنجاز, واليوم يوافق8 فبراير هو يوم أسر لويس التاسع في معركة المنصورة الشهيرة, وهو يوم عيد المحافظة القومي, وهي مناسبة تستحق التهنئة للمنصورة ولشعب الدقهلية.. وبرغم أن اللواء سلام يحاول جاهدا أن يعيد لهذه المحافظة ما فقدته في سنوات سابقة, فإن الأمن في شوارع المنصورة مازال يحتاج الكثير..ومازالت المنصورة تنتظر من شعبها ومحافظها النشيط ما تستحقه من جمال وأمان.