ترويع طلاب المدارس من قبل البلطجية وانتشار الأسلحة والسنج والمطاوي بالشوارع العامة والميادين الرئيسية بالقاهرة والجيزة دفع العديد من أولياء الأمور إلي منع أبنائهم من الذهاب للمدارس خاصة بعد تهديد البلطجية لاتوبيس مدرسة بميدان الجيزة وقيام البلطجية بانزال المواطنين من سيارتهم والاستيلاء عليها تحت تهديد السلاح. بالطرق الدائرية والمحاور في ظل الغياب الأمني والمروري عن معظم الشوارع الرئيسية فما بالنا بالشوارع الجانبية والحواري. والأكثر غرابة قيام سائقي الميكروباص والتوك توك بصعود كباري6 أكتوبر و15 مايو والسير فيها عكس الاتجاه وعند وجود بعض الضباط لا يستطيعون ايقاف تلك المخالفات أو القبض علي البلطجية فإلي متي يستمر هذا الوضع والغياب الأمني؟. التقينا بمجموعة من الأهالي خاصة بمنطقة الهرم وميدان الجيزة حيث أكد محمد عبده موظف أنه اصبح يشاهد البلطجية في شارع الهرم يحملون السنج والمطاوي وأصبح لا يستطيع أن يخرج أبناؤه إلي الشارع بمفردهم, مشيرا إلي أنه لو خرج معهم يشعر بالرعب وربما لا يستطيع حمايتهم. أما سعاد سعيد موظفة قررت ترك عملها والحصول علي اجازة بدون مرتب بعد أن شاهدت البلطجية في منطقة سكنها بمدينة نصر يحملون الأسلحة ويطلقون الرصاص دون أن يوقفهم أحد مؤكدة أن غياب الأمن اصبح أمرا خطيرا يهدد حياة المواطنين كل لحظة ليلا ونهارا. أما محمد عبدالسلام تاجر ومقيم بالمطرية أكد أنه اصبح يترك متجره قبل المغرب بعد انتشار البلطجية واقتحامهم بعض المحلات تحت تهديد الأسلحة وسرقة ما بداخلها, مشيرا إلي أن مناطق المطرية وعين شمس شهدت في الآونة الاخيرة سرقة العديد من السيارات بمعظم الشوارع ليلا ونهارا. بعد جهود مضنية مع رجال الأمن في محاولة تبرير عدم زيادة أفراد الشرطة بالشوارع وغيابهم رفضوا جميعا الحديث معللين أنهم في حالة نفسية سيئة نتيجة لما يعانونه ولكن في النهاية أحد القيادات الأمنية تحدث معنا ورفض ذكر اسمه, مؤكدا أن الغياب الأمني حقيقي في الشوارع وأن الشرطة تعمل بنسبة50% من طاقتها فقط ويرجع ذلك إلي عدة أسباب الأول إحساس الضباط بالمهانة التي يتعرضون لها كل يوم من المواطنين في الشوارع معللين لهم لماذا الظهور الآن ولماذا اختفيتم وكأن ذلك كان مسئوليتهم هم, بل الأكثر من ذلك أنه عندما تحدث مشاجرات مع سائقي الميكروباص ويتدخل الضباط لفضها يتفاجيء بالأهالي يقومون بتوبيخهم مما جعلهم يتركونهم خوفا من بطشهم, ويضيف بأنه بالفعل هناك ضباط سيئون ولكن ليس جميعهم فالشرطة فئة كجميع فئات المجتمع يوجد بها الفاسد والصالح ولكن العين لا تري إلا السيئ فقط مضيفا أن الحملات الاعلامية ضد الشرطة خاصة في القنوات الفضائية جعلتهم لا يستطيعون العمل بعد الاتهامات العديدة التي وجهت لهم ويفجر المسئول مفاجأة بأن30% من ضباط الشرطة قد تقدموا باستقالاتهم خاصة من الرتب الصغيرة وأنهم يبحثون عن عمل آخر بسبب ما يلاقونه من اهانة, كما أن القيادات الكبري الآن ترسل إلي الوزارة طلبات لاحالتهم إلي المعاش خلال حركة التنقلات في يوليو القادم حيث إنها لا يبت فيها إلا خلال شهر يوليو ويطالب بأن يتكاتف الأهالي مع الشرطة حتي يستطيعوا العودة إلي مواقعهم ليشعر الجميع بالأمان ومعاملة الضباط بطريقة حسنة والاستماع إلي ارشاداتهم لتعبر مصر هذه المرحلة الخطيرة.