توصلت النيابة العامة بشمال سيناء إلي سيناريو تنفيذ حادث الهجوم المسلح علي سيارة الترحيلات, والذي أسفر عن مصرع ضابط وشرطي وإصابة4 شرطيين آخرين. وأكد تصور النيابة للحادث أن الجناة كانوا8 أشخاص ملثمين يستقلون3 سيارات نصف نقل وأحاطوا بسيارة الترحيلات, ثم أجبروا قائدها علي التوقف وبعدها أمطروا السيارة بوابل من الأسلحة النارية, ثم تمكنوا من تحرير المسجونين واصطحبوا أحدهم وفروا هاربين. كما جاءت أقوال المصابين في الحادث متوافقة مع تصور النيابة العامة, حيث أكدوا أنهم حاولوا اتخاذ ساتر من الأعيرة النارية, إلا أن الجناة كانوا يحيطون بالسيارة من كل جانب, وأضافوا أن أحد الجناة حاول الاقتراب من السيارة فحاول الضابط الشهيد التصدي له إلا أن أحدهم بادره بعدة أعيرة نارية من الخلف ليسقط غارقا في دمائه. وقررت النيابة العامة بشمال سيناء- بعد أن أنهت معاينتها التصورية لموقع الحادث بمنطقة التلول بالعريش برئاسة كل من المستشار مجدي الديب المحامي العام الأول لنيابات القناة وسيناء والمستشار عبد الناصر تايب المحامي العام لنيابات شمال سيناء والمستشار سامي عديلة رئيس نيابات الاستئناف بالاسماعيلية ومحمد عبد الكريم وأشرف عبد الرحمن مديري نيابة شمال سيناء- ندب الطب الشرعي لتحديد عدد الاصابات بالمجني عليهم من أفراد الشرطة وتحديد السلاح المستخدم, وتكليف إدارة البحث الجنائي بسرعة ضبط المتهم الهارب والمتهمين في الهجوم علي سيارة الشرطة. وقد حصرت النيابة العامة التلفيات التي أحدثها المسلحون في تلف ثلاث سيارات شرطة وسيارة نقل كانت تمر بالمصادفة بالطريق العام. ورسمت النيابة العامة من خلال المعاينة التصورية وسؤال المصابين والمسجونين الموجودين داخل السيارة تصور وقوع الحادث كالتالي: ثلاث سيارات نصف نقل تقل8 أفراد ملثمين ويحملون الأسلحة الآلية, حيث تقدمت السيارة الأولي أمام سيارة الترحيلات لاجبارها علي التوقف من خلال استخدام قائدها لفرامل السيارة بشكل مفاجئ, في الوقت نفسه كانت السيارة الثانية تسير بمحاذاة سيارة الترحيلات والثالثة خلفها فأجبرت السيارة علي الوقوف ونزل ثمانية أشخاص يحملون الأسلحة الآلية وأمطروا السيارة من كل جانب بالرصاص, إلا أن قوة الحراسة التي كانت تصاحب سيارة الترحيلات نزلت بسرعة في محاولة لاجبار المهاجمين علي عدم الاقتراب من سيارة الشرطة إلا أن إطلاق النار كان من ثلاثة اتجاهات علي القوة مما أسفر عن مصرع اثنين من عناصر الأمن واصابة الباقي, وتمكن الجناة من كسر الأقفال الموجودة بالباب الرئيسي للسيارة باستخدام السلاح الآلي وأصابوا أحد الجنود المكلف بحراسة السيارة من الداخل من خلال إطلاق النار بشكل عشوائي, وتمكن الجناة من تحرير كل المساجين داخل السيارة وكان هدفهم شخصا واحدا فقط هو المتهم سالم لافي الترباني الذي اصطحبوه في إحدي السيارات وفروا هاربين, بينما قام باقي المساجين بتسليم أنفسهم لاسيما أن مدة العقوبة لديهم بسيطة وقاربوا علي الانتهاء منها. وقدرت المعاينة الأولية من أن عدد فوارغ الرصاص التي أطلقها الجناة بلغت قرابة700 مقذوف, مما يدل علي أن إطلاق النار كان بشكل عشوائي, حيث أصيب أربعة مجندين. المصابون في الحادث يصفون الواقعة وكيفية استشهاد الضابط وهم: ظريف سيد ظريف(28 عاما) وعياد سليم صبيح(28 عاما) وحسام محمد صبري(28 عاما), فيقولون إنهم فوجئوا بفرامل مفاجئة أعقبها سماع أصوات رصاص فحمل كل منهم سلاحه متلقين الأوامر من الضابط بالضرب واتخذوا من السيارة ساترا إلا أن الجناة كانوا يحيطون السيارة من كل جانب ولا وموضع لساتر يحميهم من النيران فحاولوا قدر استطاعتهم رد المهاجمين إلا أن كثافة النيران كانت كبيرة, وأضافوا أن أحد الأشخاص حاول الاقتراب من السيارة فتصدي له الضابط بالسلاح إلا أن أحدهم كان خلفه فبادره بعدة أعيرة نارية وقع بعدها علي الأرض شهيدا, وحاولوا جاهدين منع المهاجمين إلا أنهم بادروهم باطلاق النار بشكل كثيف فأصيب الجميع. يأتي ذلك في الوقت الذي تكثف فيه الأجهزة الأمنية وجودها بمختلف المناطق الجبلية والصحراوية, وخاصة بمنطقة وسط سيناء لضبط المتهم الهارب والجناة, حيث تم نصب عدة أكمنة وخاصة بالمنطقة الجبلية التي يحتمل أن يكون الجناة موجودين بها. ومن الجدير بالذكر أن السجين الهارب سالم علي أبو لافي كانت صادرة ضده أحكام جنائية وعسكرية وصل مجموعها إلي75 عاما, وانتهت إلي براءته منها ولم يتبق سوي حكم بالسجن ثلاث سنوات في قضية سلاح وذخيرة, ولم يتبق منها سوي سنة واحدة. وعلم مندوب الأهرام أنه من المتوقع ضبط الجناة بعد تضييق الخناق عليهم وسط تردد معلومات عن مصرع أحدهم وإصابة آخر. العريش من: أحمد سليم