ومن اعظم ماجاء به الإسلام وأكده النبي صلي الله عليه وسلم هو العناية بالنفس الإنسانية وتجريم الاعتداء عليها من غير حق مهما كان صاحب هذه النفس غنيا أو فقيرا, قويا أو ضعيفا, رجلا أو امرأة, أميرا أو مملوكا, ابيض أو اسود, عاقلا أو غير عاقل, الكل في ذلك سواء.يوضح ذلك الدكتور محمد عبد السلام كامل رئيس قسم الدراسات الإسلامية جامعة عين شمس قائلا: اهتمت الشريعة الإسلامية بشكل كبير بالنفس الإنسانية ودعت للحفاظ عليها, وقد حملت لنا السنة النبوية الشريفة الكثير من المواقف التي حث فيها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم علي حماية النفس الإنسانية ونهي عن التعدي عليها, ومن هذه المواقف ما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع: ياأيها الناس إن دماءكم وأموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا. وقد جاء قول الرسول صلي الله عليه وسلم: يا أيها الناس ليؤكد لنا أن رسالة محمد صلي الله عليه وسلم هي رسالة للناس جميعا وليس للمسلمين فقط, وهذه الرسالة تعلي من قيمة الإنسان وتحفظ حقوق كل الناس, فلم تميز نفسا عن نفس.. وهذا يؤكد ان حرمة النفس مقدسة في الشريعة الإسلامية بصرف النظر عن معتقدها. أيضا فالرسول صلي الله عليه وسلم كان يطوف ذات مرة حول الكعبة فقال: ما أطيبك وأطيب ريحك.. وما أعظمك وأعظم حرمتك.. والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن اعظم عند الله من حرمتك. وقد امتدت توجيهات النبي صلي الله عليه وسلم لتشمل كل نفس وليس النفس المؤمنة فقط, فقال في الحديث الشريف: من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة, كما ان السنة النبوية حرمت الاعتداء علي جسد الإنسان, وبينت أن الله عز وجل يعذب الذين يعذبون الناس وذلك لارتباط سلامة الجسد بسلامة النفس. كما بينت حق الإنسان في الدفاع عن نفسه ورد عدوان المعتدين عليه وذلك في قول الرسول صلي الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد, كما بينت السنة النبوية الشريفة أيضا العواقب الوخيمة للاعتداء علي النفس الإنسانية وذلك في قول الرسول صلي الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم ومن ذلك يتضح لنا أن الرسول صلي الله عليه وسلم امرنا بالحفاظ علي النفس وجعل هذا واجبا شرعيا, بل إن رسالة الرسول صلي الله عليه وسلم امتدت لتشمل الرفق بالحيوان وقد اخرج الإمام مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي علي الرفق ما لايعطي علي العنف ومعني ان الله رفيق أي متصف بصفات الرأفة والرحمة وأنه سبحانه وتعالي يثيب عليه مالا يثيب علي غيره, كما قال صلي الله عليه وسلم: الراحمون يرحمهم الرحمن وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.