واقعة تخريبية خبيثة, مدمرة, جرت أحداثها المريبة المتعمدة مع سبق الإصرار والترصد بآيد آثمة موشمة بنجمة داوود, في يوم الجمعة الأسود28 يناير, اليوم الثالث من ثورة العزة والكرامة والحرية25 يناير. الشبابية الطاهرة المظفرة بنصر من لا نصر إلا من عنده جل وعلا هذه الواقعة تعمد مرتكبوها قتل ثورة أخري في مهدها وعقر دارها, ثورة مصر الخضراء التي يرقد وليدها في حضانته العلمية التي يلفها النسيان وتتجاهلها الأعين والعدسات, في إحدي ضواحي القاهرة.. ومن المستغرب بشدة أن أيا من وسائل الإعلام بدءا من إعلام أنس الفقي المفضوح, أو حتي إعلام الجزيرة بشنته ورنته, أو صحفنا السيارة, الواقفة محلك سر, كلها تخلفت تماما عن رصد وتغطية أخبث مؤامرة لوأد حلمنا الأخضر!! في يوم الجمعة الأسود, وبعد أن نامت نواطير العادلي عن ثعالبها, شاهدنا في فيلم رعب تاريخي كيف انطلقت عصابات المجرمين طلقاء السجون تكسر وتدمر وتنهب وتروع وتقتل كجيوش التتار التي آتت علي الأخضر واليابس في بغداد عاصمة الخلافة العباسية في غابر الزمان!. ولكن ثمة عصابة أخري, لم تنطلق عبر أبواب سجون العادلي المفتحة أبوابها علي مصاريعها, إنما خرجت مسعورة من تحت خلايا صهيونية نائمة مدججة بأحدث وأفتك الأسلحة, ترافقها سيارات نقل ثقيلة, انطلقت في جنح الظلام, تعرف هدفها وبكل دقة, بعد أن تلقت أوامرها من تل أبيب.. وكان الهدف الذي لا يخطر علي ذهن أحد هو قصر الأمير يوسف كمال بضاحية المطرية والذي يضم بين جنباته بيت خبرة علمي تابع لوزارة الزراعة هو مركز بحوث الصحراء العريق الذي أنشأه الملك فؤاد, ويحتوي علي كنوز المعلومات العلمية في كل صغيرة وكبيرة عن الصحاري المصرية ونباتاتها التي تحتل90% من أرض مصر, هذه المعلومات التي تراكمت عبر ستين عاما خلال أبحاث ودراسات ورسائل علمية أكاديمية تفتقت عنها أنبغ عقول علماء مصر.. انفتحت أبواب خلايا الطابور الخامس الصهيوني النائمة علي تراب مصر,لتنفذ أوامر الموساد حرفيا.. ودمرت أبواب القلعة العلمية الحديدية وقيدت أيدي وأرجل رجال أمنها, وتسللت داخل الحجرات والمخازن والمعامل لتسرق كل أجهزة الكمبيوتر وكل مكونات بنك المعلومات الصحراوية, ولما لم تتحمل سيارات نقل هذه العصابة المزيد من المسروقات, سرقت سيارات أخري تابعة للمركز, ولم يتبق أمامها سوي أجهزة ضخمة لم تستطع حملها, فصدرت إليها الأوامر لتدميرها.. وفي عتمة الليل انطلقت سيارات العصابة الآثمة إلي هدفها المجهول! هذه الواقعة المريبة حكاها لي هاتفيا أحد الباحثين من أبناء المركز هو المهندس حافظ أحمد حافظ, وروي لي أيضا ما هو أعجب. ففي نفس توقيت الهجوم المسلح علي مركز بحوث المطرية, قامت عصابة اخري مسلحة بالهجوم علي فرع مركز بحوث الصحراء بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء الذي لايبعد عند حدود اسرائيل الا ب15 كيلو مترا والذي يضم اكبر بنك جينات نباتي صحراوي يحتوي علي جينات500 من ن تكرر ثروات الفلو را النباتية الصحراوية, وكما اخبرني الباحث الشاب حافظ فقد نهبوه تماما حتي اصبح علي البلاطة كما وذلك استكمالا لمخطط نسف حلم مصر الاخضر في غزو صحارينا واستعادة امجادها الفرعونية والرومانية حينما كانت مستودع الغلال لامبراطورية روما! وكما نوهت في بداية المقال فكل القرائن تشير الي اصابع الموساد في هذه الواقعة التخريبية بالذات.. يكفي ان استدعي من الذاكرة الصحفية ماكنت شاهدا عليه في حينه.. فبعد توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل, وبدء مايسمي بالتطبيع, جاء الي القاهرة وفد اسرائيلي, رفض كل بروتوكولات الضيافة التي اعدتها لتكريمه السلطات المصرية, رفض زيارة الاهرامات و المتاحف وبدائع الاثار وابدي طلبا واحدا وبألحاح هو زيارة مركز بحوث الصحراء بالمطرية بقصر الامير يوسف كمال.. والمدهش ان المسئولين المصريين الذين اعدوا برنامج الزيارة لافاعي اسرائيل لم يسمعوا حتي قبل عن هذا المركز ولم يستحوا من سؤالهم عن عمله ومكانه وبالطبع لبوا للوفد الاسرائيلي رغبته الغالبية, زاروا المركز وترددوا عليه مرارا وتكررا ولم يشبعوا من ازلنهب كنوزه, حتي كان الوقت المشئوم فنهبوه ودمروه في ليلة سوداء ياسادة.. انتبهوا واطلقوا كل ابواق الحذر واليقظة. اعتبروا من دروس مركز بحوث الصحراء ومن قبل من دروس بغداد الاليمة اثناء الغز الامريكي لها.. حيث تسلل الطابور الخامس الصهيوني الي بغداد, لاليسرق البنوك او محلات المجوهرات بل كانت هدفه الاوحد تدمير ونهب مراكز البحث العلمية واغتيال علماء الفيزياء العراقيين, حتي لاتقوم للعراق قائمة ابدا!! ياشباب ثورة25 يناير الطاهرة, اعلموا ان قلاعكم الحقيقية لبناء مصر الجديدة هي مراكز البحوث والمعامل والجامعات وجيشكم الحقفيقي هم العلماء, حافظوا عليها وعليهم واحرسوهم بأعينكم.