لانها لحظة تاريخية.. لحظة تغيير.. السلطة وسقوط النظام المصري.. وتزامن هذا مع إجازة نصف العام الدراسي التي امتدت اسبوعا اضافيا فقد اصطحب الاباء اطفالهم علي اختلاف اعمارهم ليزوروا ميدان التحرير مركز ثورة التغيير. إن صح التعبير, يزين وجوههم ورءوسهم علم مصر مرددين الاناشيد الوطنية فرحين بزيارتهم لهذا المكان في ذاك الوقت التاريخي, فقد اصبح ميدان التحرير مزارا للأسرة المصرية وللسائحين الأجانب وإن قل عددهم إلا انهم موجودون بالفعل. زوار الميدان كانوا من الأسرة ومنهم ذلك الرجل الذي جلس علي كرسي متحرك فقد جاء حاملا الشيكولاته ليوزعها علي رواد الميدان من المصريين الذين جاءوا يسجلون تاريخا صنعه الشباب, ولكنه بدا سعيدا باحد اطفاله الذي اعتلي كتف والدته مرتديا الزي العسكري ورافعا علم مصر ليكون اصغر جندي في ميدان التحرير محتفلا بالثورة وشبابها. ومن بين الزائرين سليم الطفل الصغير الذي جاء إلي الميدان علي كرسي متحرك لأن ساقه مكسورة وقد اصطحبته والدته وقد استخدم الجبس في رسم علم مصر وكتابة شعارات تحيا مصر وآثر أن يحمل أدوات النظافة مساعدة منه للشباب الموجود هناك. أما ايمان الطفلة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها اصابع اليد الواحدة فقد حضر بها والدها لتكون شاهدة علي التاريخ في ذاك الوقت تحديدا ولم ينس والدها التقاط الصور التذكارية لها وهي تقف مع الجنود علي الدبابات الموجودة بميدان التحرير. بل الأكثر من ذلك ان الاسر المصرية جاءت حاملة الشيكولاته والحلوي لتوزعها علي شباب الثورة, وإن كان بعض شبابها يتبادل الشيكولاته مع بعضهم البعض مرددين كلمات ألف مبروك وكأنه عيد للديمقراطية كما وصفه الشباب. أما المشهد الذي يتكرر باستمرار فهو حرص جميع الاسر علي احضار الكاميرات الشخصية لالتقاط الصور التذكارية مع هؤلاء الشباب الذين لايعرفون عنهم شيئا إلا انهم ثوار قادوا حركة التغيير وخطوا باقدام ثابتة لتحقيق هذا التغيير بعزة وكبرياء. اما الحاج احمد فأكد لي انه لم يصطحب ابناءه إلي الميدان بل هم من اصطحبوه إليه مؤكدين ان شباب التحرير شباب عظيم يحترم بعضه ويحاول وضع قواعد محددة يحترمها الجميع فيما بينهم وفرضوا علي الجميع احترامه في الداخل والخارج, ويلوم هشام ابن الحاج احمد والده قائلا: إنه كان يعنفه منذ أيام قليلة علي مشاركته للثوار في ميدان التحرير خوفا من الخراب للبلاد ولكنه اليوم أكد قائلا ان هؤلاء سيصنعون المستقبل لنا دون شك. اما دينا طفلة العاشرة فقررت ان ترسم علم مصر علي وجهها لتذهب إلي اقرانها في محافظة المنصورة وتفخر امامهم انها زارت ميدان التحرير ورسمت علم مصر وتم تصويرها مع الثوار. حتي الكبار هناك اختاروا ان يحتضنوا رجال الجيش ويقبلوهم في حميمية بالغة مهنئين وداعين بأمن وسلام مصر.