مع استمرار الحراك السياسي في مصر أكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس أن المحادثات الجارية لحل الأزمة في مصر تحرز تقدما برغم عدم تحقيق نتائج كبيرة ملموسة بين حكومة الرئيس حسني مبارك والمتظاهرين الذين يطالبون برحيله فورا. وقال اوباما للصحفيين اثناء عودته إلي البيت الابيض بعد إلقاء كلمة أمام مجموعة من رجال الأعمال من الواضح أنه يجب أن تتفاوض مصر بشأن طريق للمضي قدما وهم يحققون تقدما. وتؤيد الولاياتالمتحدة عملية انتقال السلطة التي بدأها عمر سليمان نائب الرئيس وتطالب جميع الأطراف بإتاحة الفرصة للانتقال المنظم إلي نظام سياسي جديد في مصر حليف الولاياتالمتحدة الاستراتيجي منذ عقود. وأقر بي. جي. كراولي المتحدث باسم الخارجية بأن ثمة شكوكا في مصر وغيرها بخصوص مصداقية العملية وثمة مخاوف من ألا تؤدي إلا لنقل السلطة إلي نظام استبدادي آخر. وقال كراولي في تصريحات أمس نصيحتنا هي اختبار جدية الحكومة والمشاركين فيها في تحقيق المطالب. لكنه قال إن بلاده ما زال يساورها القلق لأن العملية الحالية لا تشارك فيها قاعدة عريضة علي نحو كاف. ويرفض الرئيس مبارك التنحي وانهاء حكمه المستمر منذ30 عاما, وأكد أنه مستمر في الحكم حتي نهاية ولايته الحالية في سبتمبر القادم قبل أن تجري انتخابات رئاسية, قائلا ان استقالته ستؤدي إلي حالة من الفوضي في البلاد. وحذرت إدارة أوباما من أن أي محاولات للإرغام علي إجراء تغيير فوري قد تتطلب إجراء انتخابات لن تكون المعارضة جاهزة للمشاركة فيها علي نحو كامل. وذكر كراولي أن من غير المرجح أن تجري انتخابات مرضية في غضون فترة الستين يوما التي ينص عليها الدستور في حالة تنحي الرئيس. وقال ستكون تلك مهمة صعبة. ويأتي النهج الأمريكي المتحفظ في الوقت الذي حاول فيه واضعو السياسات في واشنطن تقييم آثار الأزمة المصرية علي الحلفاء العرب- الذين يواجه بعضهم بالفعل اضطرابات مماثلة- وعلي إسرائيل. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد أكدت يوم الأحد الماضي أن الأحداث في مصر لن تعرقل الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لاستئناف محادثات السلام المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين لكن مسئولين إسرائيليين عبروا عن قلقهم من أن تنتهج أي حكومة قادمة في مصر نهجا إسلاميا راديكاليا. وقال روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الأبيض إن واشنطن ستكون شريكا للحكومة المصرية القادمة وتتوقع منها احترام المعاهدات والاتفاقيات المبرمة خاصة عملية السلام وذلك في الوقت الذي انضم فيه الإخوان المسلمون للحوار الذي بدأ من أجل التحول السياسي في البلاد. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض قد أكد أن الولاياتالمتحدة لا تختار زعماء دول أخري مضيفا ان المطلب الرئيسي هو التزام المشاركين في الحكم بالقانون واحترام الدستور ونبذ العنف. ولم تطالب إدارة أوباما مبارك صراحة بالتنحي لكنها أرسلت سفيرها السابق لدي القاهرة فرانك ويزنر إلي العاصمة المصرية الأسبوع الماضي لتوصيل رسالة واضحة وصريحة إلي الرئيس مبارك. وفي غضون ذلك, دافعت واشنطن عن اختيارها للمبعوث الأمريكي لمصر فرانك ويزنر وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس إنها تعلم أن ويزنر يعمل حاليا في شركة في واشنطن ترتبط بعلاقات مع حكومة مبارك لكنها لا تعتقد أن ذلك يؤثر في مصداقيته. وقد أصبح ويزنر محل جدل وذلك عقب اقتراحه ببقاء مبارك في السلطة خلال عملية التحول الديمقراطي استجابة لمطالب المتظاهرين. وسبق لويزنر العمل سفيرا لأمريكا في القاهرة والهند قبل أن يعمل في شركة باتون بوجز الأمريكية للمحاماة في واشنطن والتي تمثل مصالح حكومة مبارك وبعض الدول العربية الأخري.