شهدت منطقة وسط القاهرة بعد ظهر أمس تظاهرة حاشدة انطلقت من أمام نقابة المحامين شارك فيها بعض شباب المحامين وحركة6 أبريل وكفاية. حيث ردد المتظاهرون الهتافات ضد الدولة, وطالبوا بزيادة مساحة الحرية وممارسة الديمقراطية ومواجهة غلاء الأسعار وحاولوا السير بشارع رمسيس و26 يوليو, حيث تعطلت حركة المرور تماما وتصدت لهم قوات الشرطة مما أدي إلي وقوع اشتباكات بين المتظاهرين والأمن, وأسفرت عن وقوع إصابات جديدة من الطرفين. وكانت الساعات الأولي من صباح أمس قد شهدت أحداثا مؤسفة بميدان التحرير والمناطق المجاورة له أثر قيام نحو5 آلاف شاب بإلقاء الحجارة علي ضباط الشرطة والأماكن العامة والخاصة ردا علي محاولة قوات الشرطة تفريقهم بعد تمركزهم بميدان التحرير لأكثر من9 ساعات متواصلة واعلانهم الاستمرار في الوقفة الاحتجاجية بالميدان والشوارع المؤدية له مما يتسبب في اعاقة الحركة المرورية وشل الحياة بوسط المدينة. وقد صرح مصدر أمني مسئول بأنه بسبب إصرار المتجمهرين بميدان التحرير علي الاستمرار في تمركزهم وعدم الاستجابة للنصح والتحذير بضرورة الإلتزام بالطرق القانونية, وأضاف المصدر أنه في ظل عدم الاستجابة ومحاولة المتظاهرين تصعيد الموقف, واستدعاء مجموعات أخري من المرتبطين بهم وعلي نحو يتجاوز مظهر الاحتجاج بلغ الي التمادي في أعمال الشغب ومحاولة إحداث شلل في الحركة المرورية بالعاصمة بما يجرد التحرك من كونه تحركا سلميا, فقد تم في الساعة الأولي من صباح أمس, فض التجمهر بالتعامل بالمياه والغاز المسيل للدموع, وعاود مثيرو الشغب التعدي علي القوات واحراق إحدي سيارات الشرطة بميدان عبدالمنعم رياض, كما حاول عدد من عناصر الشغب اشعال النيران بمبني عام بكورنيش النيل وإحداث تلفيات في عدة سيارات عامة وخاصة. وقد أوضح المصدر الأمني أن قوات الشرطة قد التزمت بضبط النفس طوال يوم25 يناير الجاري الي أقصي مدي, إلا أن متزعمي ذلك التحرك تمادوا في محاولة استثارة مئات من الشباب, ودفعهم لصدام مع القوات. ونفي المصدر الأمني ما عمد البعض للترويج له علي نهج التحريض السافر من خلال قنوات فضائية, من خروج مئات الألوف من المصريين متظاهرين, مؤكدا أن التجمع الأكبر كان بميدان التحرير بالقاهرة ولم يتجاوز عدد المتجمعين به عشرة آلاف سرعان ما إنخفض الي نحو خمسة آلاف, بينما لم يتجاوز اجمالي المشاركون في التجمعات بالمحافظات الأخري, والذين انصرفوا إثر تحذيرهم, ذات العدد المشار اليه. وأكد المصدر الأمني أن وزارة الداخلية تناشد جموع المواطنين بنبذ محاولات المزايدة والمتاجرة بمشاكلهم وألا يغفلوا عن عواقب استثارة البعض للبسطاء ومحاولة فتح الباب لحالة من الفوضي أو تصوير الأوضاع بالبلاد علي هذا النحو, مشيرا الي اتخاذ الاجراءات القانونية بالنسبة لمن تم ضبطهم وإخطار النيابة لمباشرة التحقيق في جميع الوقائع. كما أكد انه لن يسمح بأي تحرك إثاري أو تجمع احتجاجي أو تنظيم مسيرات أو تظاهرات, وسوف يتخذ الإجراء القانوني فورا وتقديم المشاركين الي جهات التحقيق. وحول الخسائر التي خلفتها المظاهرات أمس الأول, أكد المصدر الأمني ان اعداد المصابين والضحايا من رجال الشرطة قد بلغ نحو162 من الضباط والمجندين, تفصيلهم علي النحو التالي: بمديرية أمن القاهرة اصيب18 ضابطا أحدهم في حالة فقدان وعي, و85 من الأفراد والمجندين, وتوفي أحدهم متأثرا بجرحه, وبمديرية أمن الاسكندرية اصيب28 ضابطا, من بينهم اللواء علي السبكي نائب مدير أمن الاسكندرية, بينما اصيب10 مجندين آخرين, وفي السويس اصيب4 لواءات و17 مجندا. كما تسببت الأحداث في مصرع3 بالسويس وإصابة118 من المتظاهرين في3 محافظات, كما خلفت الاحتجاجات عن تلفيات بالأماكن العامة والخاصة المتمثلة في العديد من المحال التجارية, واحراق سيارة شرطة, واتلاف5 سيارات حماية مدنية وسيارة ترحيلات وسيارتين أمن مركزي ودورية أمنية. بدأت الاحتجاجات ظهر أمس الأول بعدة مناطق بالقاهرة, ومنها دوران شبرا, ودار القضاء العالي, وضريح سعد زغلول, وسمحت الأجهزة الأمنية بترك المحتجين للتعبير عن آرائهم بحرية مطلقة ودون فرض أي كردونات أمنية حولهم حتي إن المسيرة خرجت الي شارع رمسيس وشوارع جانبية بمنطقة شبرا مرورا بشارع السبتية حتي وصلوا الي ميدان التحرير. والتقت مجموعات المحتجين من أمام دار القضاء مرورا بشوارع وسط المدينة وطلعت حرب حتي تجمعوا بميدان التحرير, وبلغ عددهم وقتها نحو3 آلاف شاب وفتاة, وما إن حاول بعض مثيري الشغب اقتحام مبني المتحف المصري ومخاطبة الوفود الأجنبية به إلا اضطرت الأجهزة الأمنية الي دفع خراطيم المياه نحو المحتجين, ووقعت في ذلك الوقت أولي المصادمات مع الشرطة, حيث قذف المتظاهرون القوات بالحجارة واستولوا علي سيارة حماية مدنية بعد اخراج سائقها عنوة. عناصر الاخوان متخفية وبعد لحظات من تلك المصادمات, سمحت الأجهزة الأمنية بالتجول بميدان التحرير وترديد مطالبهم بعد أن أكدوا أن مسيرتهم سلمية, ومنعوا بعضهم البعض إلقاء الحجارة علي قوات الشرطة, وما هي إلا لحظات وزاد عدد المتظاهرين الي عشرة آلاف متظاهر, في مشهد أدهش المتظاهرين أنفسهم, وعقب وقوع مصادمات كبيرة استهدفت قوات الشرطة ومبني مجلسي الشعب والشوري بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة, وقعت مصادمات بين جماعات المتظاهرين, وكشف الأسلوب الذي استخدمه العدد الأكبر من المتظاهرين والبالغ نحو7 آلاف متظاهر تقريبا عن تخفي شباب جماعة الاخوان المحظورة وسط جموع المتظاهرين واستغلالهم المناخ الديمقراطي والسماح بحرية التعبير عن الرأي في تحقيق أهدافهم السياسية والسيطرة علي الموقف, حتي أنهم قاموا بترديد الشعارات الدينية, وتحولت وقتها الهتافات من مطالب تصب في مصلحة الشعب الي هتافات معادية للنظام, وعقب إعلان شباب جماعة الاخوان المحظورة عن هويتهم ازداد الأمر سوءا بعد استهدافهم المنشآت العامة الوطنية وممتلكات المواطنين من محال تجارية وسيارات. وظهر خلال مظاهرات أمس الأول عناصر من الشباب رصدتها الأجهزة الأمنية لا تشارك في ترديد الهتافات, بل عكفت فقط علي إلقاء الحجارة والاعتداء علي رجال الشرطة, حتي وقت فض المظاهرة فر المتظاهرون بعد التعامل معهم بالمياه والغاز المسيل للدموع, ولم يبق سوي تلك المجموعة التي حرصت علي إلقاء الحجارة وتمكنوا من الفرار. جرأة التعامل وظهر مشهد جديد خلال مظاهرة أمس الأول, وذلك عندما قامت مجموعات الشغب بتناول عبوات القنابل المسيلة للدموع وإلقائها مرة أخري علي قوات الشرطة, كما أعتلي أحد عناصر الشغب سيارة تابعة لقوات الأمن المركزي محاولا خطف مدفع القنابل من يد أحد الضباط لإطلاق النيران منه, إلا أن الأخير حرص علي عدم خطف السلاح من يده. وظهر شباب المحتجون هذه المرة بطريقة متأثرة بالأفكار الأجنبية القامعة حتي إنهم لاحظوا هدوء رجال الشرطة وقاموا باستفزازهم بتوجيه عبارات أنتوا كلكوا حتتحكموا وتترموا في السجون بتعتكوا, كما ردد المحتجون عبارة قوية وغريبة عندما قالوا بكرة نشوف حتعملوا أيه مع ضباط ال سي. أي. إيه!! ميكروفون الاحتجاج حرصت بعض القوي السياسية غير المشروعة علي استغلال مظاهر الاحتجاج حتي إنهم اتخذوا من رصيف حديقة ميدان التحرير منبرا لهم, وقاموا بتركيب جهاز ميكروفون أعلي اشارة المرور الالكترونية وقاموا بتوصيل التيار الكهربائي لها من عمود للانارة, وتحدثت عناصر القوي السياسية واحدة تلو الأخري, ودعوا الشباب الي المبيت بميدان التحرير مؤكدين أن الشباب المصري تم إتهامه بالتحرش الجنسي في العديد من الافلام, ويوم الاحتجاج لابد ان يستغله المحتجين بأنهم رافضون لهذا الاتهام عن طريق مبيت الشباب والشابات والحفاظ عليهن والدفاع علي حمايتهن.