2- علمتني الحياة دروسا عديدة أهمها أن قيمة الإنسان تتحدد بقدر علمه وعمله وليس بثرائه وجاهه, فالعلم مع العمل يوفران للإنسان رصيدا هائلا من المتعة والأمان ويجعله في مأمن من غوائل الزمن بعكس الثروة والجاه . فكلاهما قابل للتناقص والزوال... وهذا الامتزاج بين العلم والعمل هو مصدر القوة الحقيقية لمن يتسلح بهما فعندما تسعي للعلم فإنك تعمل وعندما تعمل فإنك تتعلم! وليس هناك من شرط لضمان أن يكون العمل إيجابيا ومفيدا للفرد وللمجتمع سوي توفير المناخ الجاذب لروح العمل الذي يرتكز إلي حرية الفرد في اختيار العمل الذي يقوم به ويتناسب مع قدراته وإمكاناته. ولعل ذلك ما يعزز من أهمية الإسراع بإعادة النظر في مناهج التعليم وعلاج العيوب والسلبيات المترتبة علي التوزيع العشوائي في التعليم وفقا لمرجعية مجموع الدرجات فقط.. ثم إنه بات من الضروري أيضا الإسراع بإيجاد رابطة قوية بين سياسات التعليم واحتياجات التوظيف! والأهم من ذلك كله أن يتوافر لدينا خطاب ثقافي جديد يعزز من قيمة العلم والعمل ويحض علي التمسك بالحلم والأمل والثقة في النجاح انطلاقا من صحة الإدراك بأن العمل هو الطريق الوحيد لبلوغ النجاح وليس أي طريق آخر, ومن خلال أداء رسمي وشعبي يستظل بأعلي درجات الشفافية والطهارة والنقاء! والحقيقة أن ما ينطبق علي الفرد ينطبق علي المجموع ومن ثم فإذا كنا نطالب المرء بأن يؤمن بأن النجاح ليس مستحيلا بشرط أن يحسن اختيار الهدف فإن الشيء نفسه ينبغي أن يكون دستورا للحكومة ومنهاجا أساسيا لعملها لأنه ليس هناك ما هو أخطر من الرهان علي أهداف وغايات يصعب تحقيقها حيث أن ذلك سوف يؤدي مهما طال الوقت إلي الفشل وفقدان الثقة! وغدا نواصل الحديث
خير الكلام: ** خير الصنائع في الأنام صنيعة تنبو بحاملها عن الإذلال! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله