أشرف أبوالهول لم يكن غريبات أو مفاجئا لمتابعي الشأن الفلسطيني أن يعلن وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي أن تنظيم جيش الاسلام السلفي الجهادي الموجود في غزة هو الذي نفذ الهجوم الأرهابي الغادر علي كنيسة القديسين بالأسكندرية ليلة عيد الميلاد المجيد. فتاريخ هذا التنظيم حافل بالعمليات الارهابية داخل القطاع حيث توجد بيئة صالحة لبقاءه تتمثل في وجود الكثيرمن الجماعات السلفية الجهادية التي نشأت اساسا لنشر صحيح الدين قبل أن تتحول إلي المشاركة في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وما ان خرجت اسرائيل من غزة حتي تحولت للداخل واخذت في تكفير المجتمع والاعتداء علي المواطنين من غير المؤمنين بافكارها ومنهم المسيحيين الذين تقلص عددهم في غزة من15 الف شخص إلي ثلاث الاف فقط حاليا. وعن فكر الجماعات السلفية بغزة يقول أبوحمزة المقدسي نحن مع الحجاب الكامل ومع منع التدخين وإقامة الحد كبداية لإقامة امارة اسلامية, لكن حماس تعتبر ذلك ليس من منهجها. وحسب تقديرات المحللين والباحثين في شئون الجماعات السلفية بغزة فأن عدد السلفيين في القطاع يتجاوز المئات وقد ازداد عددهم بعد سيطرة حماس علي القطاع في يونيو2007 لأن العشرات من العناصر الأكثر تشددا في الحركة انفصلت عنها وأنضمت للتيار السلفي الجهادي لأنها تعتقد أن الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية لم تتحرك بالسرعة اللازمة لتطبيق الشريعة الاسلامية بالقطاع كما أنها قامت بما كانت تقوم به السلطة الفلسطينية في السابق من محاولة منع اطلاق الصواريخ علي اسرائيل ونفس الأمر قامت به العناصر الأكثر تشددا في حركة الجهاد الاسلامي حيث أنضم أكثر من مائة عضو منها للجماعات السلفية الجهادية ليواصلوا اطلاق الصواريخ علي اسرائيل بالرغم من منع حماس لذلك وهو مادفع الحهاد الاسلامي بالقطاع للتبرؤ منهم وادانة افعالهم لأنها تجلب الضررعلي القطاع حيث توفر مبررا للعدوان الاسرائيلي. أما أخطر الجماعات السلفية الجهادية في غزة فهي جماعة' ججلت' التي تضم أكثر العناصر تشدد في حماس وهي العناصر التي رفضت مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية في يناير2006 وانشقت مكونة جماعة جلجلت التي ينسب لها العديد من الهجمات علي مقاهي الانترنت ومحال الكوافير بغزة علاوة علي احراق المخيمات الصيفية للاونروا بزعم أنها تخالف الدين لأنها تسمح بالاختلاط بين التلاميذ والتلميذات وأخيرا يعتقد البعض أنها كانت وراء قرارات حماس باغلاق العديد من الكافتيريات والمنتجعات. ومن المعتقد أن مؤسس الجماعة هو الدكتور نزار ريان القيادي في حماس والذي اغتالته اسرائيل في عدوانها علي غزة في يناير.2008 وعن علاقة جيش الاسلام وهو المتهم بتنفيذ الهجوم علي كنيسة القديسين بتنظيم القاعدة أكد أبو محمد المقدسي مفتي التننظيم للأهرام في لقاء جري معه في عام2008 أن هناك ارتباط فكري بينهما ولكن لايوجد ارتباط تنظيمي بمعني عدم وجود اتصال مباشر أو تمويل. وكانت اسرانيل تعتبر المجمع الاسلامي الذي أنشأه الشيخ احمد ياسين قبل أن يتحول إلي مايعرف الان بأسم حماس مجرد جماعة سلفية دعوية تنشر افكار الأخوان المسلمين لكن تحول حماس نحو العمل المسلح, مع بداية الانتفاضة الأولي استقطب بقية الفلسطينيين وزاد من شعبية الحركات ذات الجذور الاسلامية مثل حماس والجهاد الاسلامي بينما كان الأقبال علي بقية الجماعات السلفية محدودا و ومع ضعف السلطة, بعد الانتفاضة الثانية, ودخولها في مواجهة مسلحة مع حماس, بدأ بعض هذه الجماعات, يتسلح مستغلا حالة المواجهة. وكي تعزز من حضورها وتستقطب الشبان الصغار, أخذت تتبني نهج تنظيم القاعدة, وتبايع أحيانا قائده, أسامة بن لادن. وشيئا فشيئا, صار هؤلاء, يملكون جماعات مسلحة, وكان يميزها أنها ترتدي اللباس الأفغاني. وأخذ هؤلاء, يقلدون, الزرقاوي بارتدائه الطاقية السوداء. وعندما سيطرت حماس علي غزة كان جيش الاسلام بقيادة ممتاز دغمش يحتجز الصحفي البريطاني الان جونستون وكان الابقاء عليه يشوه صورة حكومة هنية فهددت بسحق جيش الاسلام مما اضطره لاطلاق سراح جونستون في مقابل تعزيز علاقته بالجناح العسكري لحماس المعروف بأسم كتائب القسام والتي استخدمته كورقة مساومة ولم تقضي عليه كما فعلت مع بقيةخصومها ولكن ذلك لم يمنع قادة جيش الاسلام من القيام سرا بعمليات تخريبية في غزة مثل تفجير مقاه ومحلات للإنترنت, وصالونات شعر السيدات, ومؤسسات مسيحية, وفيما يلي رصد لأهم الجماعات السلفية في غزة: جماعة جند أنصار الله * نشأت الجماعة في أواخر2008, وتقول إنها تسعي من خلال الجهاد لإعلاء كلمة الله, ونصرة نبيه, ودفع العدو عن ديار المسلمين. وتعتبر الجماعة مقربة آيديولوجيا لتنظيم القاعدة. كان يقودها عبد اللطيف موسي المعروف بأبو النور المقدسي, ومن قادتها أيضا أبو عبد الله السوري, وكلاهما قتل علي يد حماس. وعبد اللطيف موسي الذي قتلته حماس بعد أن تحدي سلطتها كان يبلغ من العمر50 عاما, وهو حاصل علي بكالوريوس في الطب من جامعة الإسكندرية, وعلي شهادة جامعية أخري في العقيدة الاسلامية, وله بعض الكتب من بينها' الياقوت والمرجان في عقيدة أهل الإيمان'. جماعة جلجلت ولا يعود سبب الخطر الكامن في هذه المجموعة إلي تشدد أفرادها والوسائل القتالية التي يمتلكونها فحسب بل إلي حقيقة كون العناصر المتعاطفة مع عقيدة' جلجلت' من نشطاء الصف الأول ل'كتائب الشهيد عز الدين القسام' وبعضهم تلقي دريبات عسكرية في الخارج. * يعرفها أهل القطاع بهذا الاسم, وتعرف أيضا باسم أنصار السنة, وأحد أبرز قادتها محمود طالب( أبو المعتصم) وهو معتقل حاليا لدي حماس وفي مقابلة صحفية سابقة, قال طالب إن الإخوة في القيادة, ينتظرون تنفيذ عملية كبيرة لمبايعة الشيخ أسامة بن لادن والمشايخ في الخارج والإعلان عن الاسم. بدأت هذه الجماعة العمل في غزة كما يقول طالب منذ اللحظة التي قررت فيها حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية2006, من خلال إصدار بيان بعدم جواز هذه الانتخابات ويقر طالب بأن جماعته حاولت تفجير موكب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عندما زارا غزة, وقال: نحن مأمورون بمحاربتهم, ويجب ألا يتوقعوا منا أن نستقبلهم بالورود. جيش الإسلام ممتاز دغمش يعد أحد أبرز قادة الجماعات السلفية, كان مقربا من حماس, ونفذ رجاله معها عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في منتصف2006, لكنه تحول إلي ألد أعداء حماس, وشنت الحركة عليه هجوما أدي إلي مقتل كثير من عناصره بعد سيطرتها علي غزة ولكنها مع ذلك مازلت تحتفظ بعلاقات جيدة مع قائده ممتاز دغمش( أبومحمد) وهو شاب ثلاثيني ينتمي لعائلة دغمش, وهي أحدي الكبيرة والمرهوبة الجانب في غزة وكان يعمل في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قبل أن ينقلب عليها ويشكل جيش الاسلام الذي شارك به مع حماس في عملية الوهم المتبدد التي جري خلالهاأسر جلعاد شاليط. ولم ينف ممتاز دغمش أبدا أنه هاجم مؤسسات مسيحية في قطاع غزة بصفتها تحارب الإسلام وتنشر الإلحاد والتنصير بين المسلمين. رفض الدخول في تهدئة, وفكره قريب من القاعدة مثل الجماعات الأخري, وهو يؤمن بتوحيد هذه الجماعات, وكان مسئولا عن اختطاف مرة مراسل الإذاعة البريطانية ألان جونسون وطلب فدية مالية لإطلاق سراحه قبل أن تتمكن حماس من تسوية الأمر. وفي سبتمبر2008, حاصرت حماس معاقل جيش الاسلام وعائلة دغمش في حي الصبرة بغرب مدينة غزة وقتلت11 شخصا وجرح عشرات آخرين معظمهم من عهائلة دغمش بعد أن قتل مسلحو جيش الاسلام المنتمين للعائلة شرطي من عناصر حماس أسمه أحمد الترك ورغم ذلك أمتنع' جيش الإسلام' عن اتخاذ أي عمل انتقامي ضد حماس. ومنذ ذلك الحين صادرت حماس أسلحة واعتقلت مجموعة من النشطاء لإظهار أنها لن تسمح بالتهجم علي عناصرها لكنها لم تحل التنظيم بشكل نهائي وحافظت كتائب القسام علي علاقاتها بقائد ممتاز دغمش. ورغم أن الكثير من ابناءعائلة دغمش ينتمون لجماعات سلفية سواء كانت دعوية أو جهادية إلا أن معظمهم غير متعلمين ومنهم ممتاز دغمش نفسه كما أن العديد منهم متورطون في عمليات قتل وخطف وسرقة وخطف اجانب لتحصيل مبالغ ضخمة كفدية مالية وفرض اتاوات عائليا وتنظيميا وعملوا كحراس شخصيين لشخصيات مختلفة وعائلات وعلي راس هؤلاء ممتاز دغمش ا لذي تنقل بين جهات مختلفة في تنظيم الوية الناصر صلاح الدين المقرب من حماس قبل أن يؤسس جيش الاسلام وهو الذي نفذ جريمة اغتيال قتل موسي عرفات أبن شقيق الرئيس الراحل ياسر عرفات والقائد السابق للاستخبارات العسكرية الفلسطينية وأنقلب علي حماس فترة بعد قيام عناصرها يقتل ثلاثة من أبناء عمومته من ال دغمش واعتدي علي عائلات محسوبة علي حماس مثل ال الديري ووقع منهم ضحايا وشعر ممتاز بورطته فتعهد لحماس بالحياد والتوقف عن سلوكه االدموي وبدأ صفحة جديدة معها