الأستاذ... أثابكم الله خيرا وعافاكم علي تفضلكم بالوقوف بجانبي في محنتي ونشر رسالتي ثمن البشر.. بارك الله في بريد الجمعة, وفي مؤسسة الأهرام العريقة, فأنا يا سيدي لا أملك لأهل الخير أمام هذا العطاء الكبير إلا الدعاء والشكر لكل من مد يده لي ماديا أو معنويا, فقد كنتم طوق نجاة لي ولأسرتي من التشرد والضياع وانتشالي من براثن المرض وآلامه, ووسط فيض الخير الذي أكرمني به الله كان هناك رجل يستحق الشكر وخالص الدعاء تكفل بعلاجي برغم مشغولياته ومسئولياته, وقام بنفسه بإجراء عملية جراحية صعبة تصل تكلفتها إلي52 ألف جنيه في مشفاه الخاص مجانا, وهو الجراح الكبير الإنسان الدكتور إبراهيم الجنزوري. فمنذ أن تبني حالتي وهو يرعاني بفضله وكرمه وحسن أخلاقه, وكان مثالا للطبيب الإنسان الذي يشعر بمريضه ويخفف عنه, فلم تفارق وجهه ابتسامته الرقيقة, ولمسات يده الحانية منذ أن رأيته, فطمأنني بطلعته البشوش, وسمت أخلاقه ومروءته, حتي إنه كان يهتم بأمور بيتي وأسرتي فيسأل عنهم ويطمئنهم. ويوم الأربعاء الماضي دخلت غرفة العمليات لإجراء الجراحة, وقبل دخولي للغرفة وجدته يحمل كيسا بيده أعطاه لزوجتي, عرفت بعدها أنها ثماني علب مضاد حيوي غالي الثمن أحضرها لي, فعقدت مقارنة بين من قابلتهم من أطباء غلاظ القلب, وبين هذا الملاك, فوجدت الفارق شاسعا بين فعل الخير والإساءة إلي الناس بلفظ أو فعل, هو الصراع بين البشر منذ أن خلق الله سيدنا آدم وذريته علي الخير والشر, والعدل والظلم, والحق والباطل, وصفات كثيرة إما لمصلحتنا أو ضدنا, فلماذا لا نجعلها دائما في مصلحتنا فنسرع لفعل الخير وحب بعضنا دون انتظار لمقابل أو جزاء.. وهذا نموذج خير وقفت عاجزا أمام نبل أخلاقه, وكرمه, وحبه للناس, ولا أملك له إلا الدعاء في صلاتي. محمد زكي محمود المحرر: شكرا سيدي لحرصك علي طمأنتنا علي حالك وصحتك, أما الجراح الكبير الأستاذ الدكتور إبراهيم الجنزوري فالشكر له موصول وممتد, فكما يفعل معك بمحبة وكرم ونبل يفعل مع آخرين من أصدقاء بريد الجمعة, فهو صورة رائعة لأطبائنا الكبار الذين يمحون سيئات الذين لا يعرفون معني الإنسانية ولرسالة الطب الراقية.
وكما كان متوقعا من السيدة عائشة عبدالهادي, وزيرة القوي العاملة والهجرة, تابعت حالة صاحب رسالة ثمن البشر منذ نشرها, وأرسلت إلينا بهذه الرسالة: اعتقد أن البشر تسمو قيمتهم فوق أي ثمن.. ولكن الغباء.. والجحود.. وتنكر البعض لواجباتهم.. تدني من قيمة الإنسان.. ولكن رغم كل القسوة والمرارة التي تحفل بها الحياة أحيانا.. وهذا ما عرضته في بابك الكريم الذي تكتبه كل يوم جمعة( بريد الجمعة).. فكانت المأساة متجسدة يراها القارئ فتشقي روحه وتدمي قلبه. فلقد وضعتنا جميعا أمام مسئوليات نمارسها بحب وقناعة رسالتنا التي هيأنا الله لها فلن ينهزم إنسان بمأساة حلت به فواجبنا جميعا أن ننصره.. ومن هنا كانت مبادرتي فور الاطلاع علي ما نشرته في بابكم الكريم يوم الجمعة2010/11/19 بعنوان ثمن البشر أن أصدرت توجيهاتي إلي الإدارة المعنية بالوزارة ومديرية القوي العاملة الواقع مقر الشركة التي كان يعمل بها المواطن الكريم محمد زكي محمود محمد كما قمنا بالاتصال به شخصيا في مستشفي الهلال الأحمر للاطمئنان عليه والاستجابة لمطالبه التي تحفظ حقوقه وتعيده إلي عمله معززا مكرما.. ولقد استجابت إدارة الشركة مشكورة لكل هذه المطالب وهي: تحرير عقد عمل له بمرتب250 جنيها حتي بلوغ سن التقاعد دون الالتزام بأداء العمل, كما تم التوقيع علي استمارة التأمينات وتعهد صاحب العمل أن يتحمل كامل حصة المواطن الكريم محمد زكي وحصة صاحب العمل في التأمينات شهريا هذا فضلا عن استخراج شهادة طبية بحالته من المعهد القومي للجهاز العصبي والحركي لتقديمها إلي منطقة التأمينات الاجتماعية( التابع لها). وزيرة القوي العاملة والهجرة عائشة عبدالهادي }} المحرر: الشكر كله لك سيدتي, ويكفي أننا اكتشفنا اليوم صفة جديدة لك, بالإضافة إلي أم العمال حيث تتمتعين بلغة أدبية رقيقة, تتضح من سطور الخطاب.