في لقائه مع أعضاء مجلس الشعب عن الحزب الوطني, كان الرئيس حسني مبارك واضحا أمام كل المصريين بقوله: أسعدني كرئيس للحزب الحاكم ما حققه مرشحونا من نجاح, ولكنني كرئيس لمصر كنت أود لو حققت الأحزاب نتائج أفضل, وكنت أود لو لم تهدر الأحزاب جهودها في جدل حول مقاطعة الانتخابات ثم خوضها ثم الانسحاب منها تشكيكا في نتائجها. واعتبر الرئيس مبارك أن هذه الانتخابات بما كشفت عنه من ايجابيات وسلبيات خطوة مهمة علي الطريق وأول تطبيق لما أرسته التعديلات الدستورية الأخيرة. وأدان ما شهدته الانتخابات من تجاوزات وسلوكيات سلبية ومرفوضة من بعض المرشحين ومؤيديهم بمحاولة الافتئات علي إرادة الناخبين باستخدام المال واللجوء إلي العنف والترهيب, وهي سلوكيات تعاملت معها اللجنة العليا للانتخابات بحيدة وتوازن, وتعاملت معها أجهزة الدولة بما يضمن سلامة الانتخابات والناخبين. وأكد الرئيس بكل وضوح أن هذه التجاوزات لا تنفي حقيقة أن الانتخابات قد تمت في الأغلب الأعم في الدوائر بما يتفق مع صحيح القانون والإجراءات وبعيدا عن العنف والتجاوز. ودعا الرئيس الحزب الوطني وباقي الأحزاب للتمعن في دروس الانتخابات بسلبياتها وايجابياتها دعما للتعددية وإثراء الحياة الحزبية والسياسية, وقال إن استكمال خطوات الاصلاح يحتم المضي في تطوير بنيتنا التشريعية. ودعا الرئيس إلي اتخاذ إجراءات علي المستويين التشريعي والتنفيذي تدفع بالتجربة الديمقراطية خطوات إلي الأمام, وأن تكون الدروس المستفادة من الانتخابات هي أساس تلك الإجراءات. وشدد الرئيس علي أن الحزب الوطني عليه أن ينتقل من مرحلة الانتخابات إلي مرحلة العمل لتحقيق أحلام المواطنين التي لا ينبغي أن تكون أحلاما مؤجلة. وقال إن هدف الحزب ولايزال ايجاد واقع جديد وإحداث تغيير ملموس في حياة المواطن المصري في كل محافظة ومدينة ومركز وقرية علي امتداد أرض الوطن. وقال الرئيس لنواب الشعب إن الأغلبية الكبيرة التي حازها الحزب تلقي عليه وعلي أعضاء الهيئة البرلمانية مسئولية ضخمة وأمانة كبري. أمامنا مرحلة مهمة لتنفيذ برنامج الحزب علي المستوي القومي ومستوي المحليات والدوائر, وتنفيذ برنامج الحزب واستكمال ما حققناه من خطوات الاصلاح يحتم المضي في تطوير بنيتنا التشريعية وتلك هي مسئولية الهيئة البرلمانية للحزب الوطني في فصل تشريعي عاشر نبني خلاله علي ما حققناه من تطوير حتي الآن. وأكد الرئيس ثقته في أعضاء الهيئة البرلمانية وقدرتهم علي تحمل مسئوليتهم في الرقابة والتشريع بأمانة والتزام, وشدد علي ضرورة التنسيق مع الحزب والحكومة والتكامل مع أعضاء الهيئة البرلمانية بمجلس الشوري, وتعزيز التواصل مع دوائرهم الانتخابية مع مشكلات المواطنين وتطلعاتهم. وقال الرئيس لنواب الحزب: اتطلع لأداء رفيع المستوي تحت القبة يرقي لأهمية المرحلة المقبلة, ويمد جسور الحوار والتفاعل مع باقي نواب الشعب من الأحزاب والمستقلين. إننا نبدأ بالدورة البرلمانية المقبلة مرحلة جديدة من العمل الوطني وأمامنا عمل شاق يبني علي ما حققناه خلال السنوات الماضية, أمامنا عمل شاق يضع قضية الاستثمار والنمو والتشغيل في صدارة أولويات عمل شاق وجهد مستمر يرتقي بما يقدم للمواطن المصري من الخدمات في شتي المجالات, عمل شاق ودءوب من أجل تشريعات وإجراءات تحقق عدالة توزيع عوائد وثمار النمو والتنمية وتعطي أولويات للمناطق والقري والأسر الأكثر احتياجا, عمل شاق ومتواصل يوسع قاعدة المشاركة الشعبية بتمكين أكبر للمحليات, عمل شاق وجهود تشتد الحاجة إليها خلال المرحلة المقبلة كي نحقق معا آمال المصريين وطموحاتهم وأحلامهم بمناقشات جادة تثري العمل البرلماني وتعي المعطيات الجديدة للمجتمع وتلبي احتياجاته وتتعامل بجرأة وشجاعة مع قضايا الداخل المصري وقضايا الخارج. ورغم مرور نحو شهرين علي انتخابات مجلس الشعب الأخيرة, ما زال البعض يشكك في نزاهتها.. والسؤال هل نشهد في أي انتخابات برلمانية قادمة تغيرا يضع حدا لكل ما أثير من ملاحظات واعتراضات وانتقادات وسلبيات حول ما تم في الانتخابات الماضية؟وهل يتم التصحيح في الاجراءات والتشريعات والنظم لمزيد من الديمقراطية والتعددية الحزبية, وهي بلا شك مسئولية المجلس الجديد.
