الناس عادة يسعدها الزواج ورؤية العروس بملابس الزفاف وهي مع عريسها يوم الزفاف يستعدان لحياة جديدة يسكنان إليها. والزواج هو الزواج لكن زواج الملوك له اعتبارات مختلفة, خاصة عندما يكون الملك محبوبا من شعبه, فيصبح الاحتفال بأحد أفراد الأسرة الملكية احتفالا لكل بيت, كما يتوقعون اليوم في إنجلترا التي تستعد للاحتفال يوم29 ابريل2011 بزفاف الأمير وليام حفيد الملكة إليزابيث من كيت ميدلتون. وقد أعاد زواج وليام وكيت حكاية تشارلز وديانا سبنسر وزفافهما يوم29 يونيو1981 في حفل اسطوري أطلق عليه زواج القرن العشرين, وقد تمنت كل أم يومها أن تبلغ السعادة التي حققتها ديانا, ولكن لا أحد يعرف المجهول, فبعد سنوات قليلة دبت الخلافات بين ديانا وتشارلز, ومضي كل في طريق بعد أن وضح أن المظهر غير المخبر. فتشارلز رجل مكتمل يكبر ديانا ب11 سنة, وهو قارئ نهم للتاريخ والأديان والثقافات, ويريد من تشاركه عاطفته وعقله, بينما ديانا فتاة عملت مدرسة أطفال بتعليم محدود, وعندما جلست الي زوجها ولي العهد في ذلك الوقت لم تستطع أن تملأ دماغه بالتعبير الدارج, فانصرف عنها الي حب قديم بطلته زوجة لآخر, وأم لاثنين اسمها كاميلا باركر تكبره بعام التقي بها عام1970 أثناء مباريات البولو التي يجيدها تشارلز, واكتشف تناغمه معها فكريا وثقافيا, ولأن الناس لا تري إلا الظاهر فقد قيل إن تشارلز ترك القمر الشاب ديانا وذهب الي المريخ العجوز كاميلا, في الوقت الذي فاحت روائح الخيانة في حياة ديانا, ربما انتقاما من الزوج الذي أعطاها ظهره, وفي جميع الأحوال فقد ظلت عيونها الحيوية وملامحها الآخاذة تأسر قلوب الملايين في أنحاء المعمورة حتي أطلقوا عليها أميرة القلوب, وفي يوليو1996 أسدل الستار علي حكاية تشارلز وديانا بالطلاق, بعد أن أنجبا الأميرين وليام وهاري, وهذا الأخير ذكر القريبون من ديانا أنها صارحتهم بأنها تشك أن يكون من تشارلز!. لم تنته الحكاية عند هذا الحد, ففي العام التالي من الطلاق لقيت ديانا( مواليد1960) نهايتها مع صديقها دودي الفايد في حادث سيارة في باريس, أما تشارلز( مواليد1949), ورغم أن كاميلا باركر كانت قد تخلصت من زوجها هي الأخري عام1995 بعد زواج دام22 سنة تقريبا في نفس الوقت الذي تم فيه طلاق تشارلز وديانا, لكن مصرع ديانا اضطره الي الانتظار ثماني سنوات قبل أن يحقق أمنيته ويتمكن من الظهور علانية في المجتمع مع كاميلا( مواليد1948) كزوج وزوجة بعد أن عقدا زواجهما في بلدية وندسور غرب لندن مثل أي شخصين عاديين بحضور شاهدين علي الزواج: وليام الابن الأكبر لشارلز, وكانت سنه في ذلك الوقت22 سنة, وتوم باركر الابن الأكبر لكاميلا باركر وكانت سنه30 سنة! عادت رياح الذكريات القديمة من جديد, فقد أعلن الأمير وليام( مواليد1982) وهو ضابط طيار علي طائرة هليكوبتر تعمل في مجال الإنقاذ خطوبته رسميا لفتاة جاءت مثل أمه من الشعب اسمها كيت ميدلتون( مواليد نفس سنة مولد وليام), وكان الاثنان قد التقيا عام2010 في جامعة سان أندروز في اسكتلندا, حيث كانا يدرسان تاريخ الفن, وبعد أن تأكدا من قوة العلاقة أعلنا الخطوبة رسميا, وكان خاتم الخطوبة نفس الخاتم الذي أهداه تشارلز لديانا في مناسبة الزفاف, وهو خاتم من الياقوت الأزرق المرصع بالألماس. الفتاة كيت رقيقة ناعمة, ووليام نفسه شاب هادئ علي عكس أخيه هاري كثير المغامرات, وفي أول لقاء مع الإعلام بعد إعلان الخطوبة بصفة رسمية قالت كيت عن وليام: إنه رومانسي فعلا, وقال وليام نحن مثل البط هادئون جدا ظاهريا, وجزء صغير جدا من أقدامنا تحت الماء. ومع أن الشعب البريطاني أسعده إعلان خطوبة وليام ملك المستقبل, إلا أن الصحافة البريطانية في ظروف الأحوال الاقتصادية المتدهورة التي جعلت الحكومة البريطانية تعلن خطة تقشف هاج لها الشعب البريطاني, وتسجل لرئيس وزراء بريطانيا في أحد الاجتماعات صورة يظهر فيها جوربه وبه ثقب واضح, لم تتورع عن إثارة من يتحمل تكاليف الفرح, ويذكرون وليام بأن جدته الملكة إليزابيث تزوجت عام1947 في ظروف حرب, وكان حفل زفافها بسيطا, صحيح أن أمه ديانا تزوجت عام 89, وكان زفافها أسطوريا, ولكن الظروف اليوم لا تسمح سوي بنموذج زفاف الجدة. ولهذا تقرر أن تقتسم أسرتا العروسين تكاليف الزفاف, ويتحمل دافعو الضرائب مصاريف الأمن والنقل.!